المستشار / محمد جاسم المديرس
البطاله
هي الخطر الكبير الذي يجسم علی صدر الأمه ، فيهدد مستقبلها ويعوق تقدمها ، فلا أخطر
من تعطيل طاقة الأنسان والذي تزداد خطورته في الشباب الممتلئ طاقه وحيويه ، ولا يجد
المجال لتصريفها فترتد عليه لتهدمه نفسيا وأجتماعيا وإنسانيا وتترك داخله إحساس بالوهن
والأنهزام والحقد علی المجتمع الذي يری فيه العاطل أنه سلبه حقه في الوظيفه والعمل
،، فتشيع الجريمه بأنواعها في المجتمعات ، ويصبح العاطل فريسه سهله للفكر المتطرف والأفكار
الهدامه ،، فالبطاله تؤثر علی كافة مناحي الحياه وتأتي علی الأخضر واليابس لا يجب الأستهانه
بما قد يبدو خطرا صغيرا اليوم ، لكنه يحمل في أحشائه خطرا كبيرا قد نجد صعوبه وقتها
في مواجهته "فمعظم النار من مستصغر الشرر" ..
وقد أشارت
التقارير والأحصاءات الأخيره الصادره عن جهات رسميه أن عدد المواطنين العاطلين عن العمل
من الجنسين في يناير 2018 بلغ 11932 وأن الكويت تحتاج إلی تعيين 75627 مواطن من الجنسين
خلال خمس سنوات ، مما ينذر بقرب مشكله حقيقيه سيما مع الزياده السكانيه المستمره ،
مما يعني زيادة أعداد العاطلين عن العمل يوما بعد يوم ، مما يوجب التدخل الفوري وإيجاد
حل جذري ينهي تلك الظاهره البغيضه ، ولا نوصي بأنتظار عمل لجنة الأحلال الوظيفي ، والتي
أعلنت أن الأحلال الكامل لن يتحقق قبل عشر سنوات ،، حيث يؤدي الأنتظار إلی تفاقم الخطر
وتأصل جذوره سيما مع الزياده المستمره في أعداد العاطلين ، كما ولم تحسم مسألة إمكانية
الأستغناء الكامل عن الوافدين ..
من أجل
ذلك ولأن ضحية تلك الظاهره معظمهم من الشباب ، الذين هم عماد الأمه وعزها وحضارتها
وبهم تتقدم الأمم وتعلو راياتها - لذلك نضع
من جانبنا فكره تقتلع جذور البطاله من الوجود ، بل وتخلق فائض من آلاف الفرص الوظيفيه
التي نواجه بها إحتياجات المستقبل الوظيفي ،، حيث تتمثل فكرتنا في مد فترة اليوم الوظيفي
ليسع -ليس موظف واحد بل - موظفين إثنين ، يقتسموا اليوم الوظيفي ، لوظيفه واحده ،،
فلو إفترضنا علی سبيل المثال أن اليوم الوظيفي يبدأ من السابعه صباحا ، وينتهی الساعه
السابعه مساءا ،فإن أحد الموظفين سيكون دوامه من السابعه صباحا ،وحتی الواحده ظهرا
،،ويبدأ دوام الموظف الأخر من الساعه الواحده ظهرا وحتی السابعه مساءا ، ويخير الموظف
في الوقت الذي يرغب فيه ، بحسب ظروف كل واحد و التي تأتي مواتيه للوقت الذي إختاره
،، فمع تلك الفكره لا يمكن الكلام أصلا فيما يسمی بمشكلة البطاله ، فعدد موظفي الدوله
الحاليين حسب الأحصاءات الرسميه يصل إلی ثلاثمائه ألف موظف من المواطنين والوافدين
،، فلو تم تطبيق فكرتنا الماثله فإن الدوله سيصبح لديها أماكن وظيفيه تعادل نفس العدد
المشار إليه ،، في حين لا نحتاج - حسب التقارير الرسميه إلا إلی (11932) وظيفه ، وفي تلك الحاله لن
يكون لدينا عاطل واحد في الكويت ، وقد نعيد النظر في ملف التكويت ، أو علی الأقل يمكننا
علی هذا النحو الأبقاء علی أصحاب الخبرات العاليه من الوافدين وعلی كل وافد عمل لدينا
بجد وأخلاص أو ساهم في مسيرة النمو والتقدم ، ووفاءا من الكويت
لكل من يعمل في هذا الوطن بتفاني وإخلاص ..
ونشير
إلی أنه وفقا للفكره الجديده ، فإن كافة وزارات الدوله وهيئاتها ومؤسساتها سيكون لها
دوام موحد علی مستوی الدوله ودون إستثناء ، ويبدأ هذا اليوم من السابعه صباحا وحتی
السابعه مساءا ، ويتم إقتسام اليوم بين إثنين من الموظفين بالتساوي فيما بينهما ، ويتم
تحديد الوقت ،وفقا للظروف الخاصه لكل موظف والتي تتوائم مع وقت دوامه - إذن فالمشكله الآن
هي مشكلة إيجاد الوظيفه ولم تكن المشكله ماديه يوما من الأيام ،فالكويت لديها القدره
الماديه علی مواجهة جميع المتطلبات الماليه الوظيفيه ، وتتصدر الكويت دول منطقة الشرق
الأوسط من حيث معدل النمو الأقتصادي ، بل أن الكويت علی مستوی المساعدات الأنسانيه
والأغاثيه تعد من أوائل الدول حسب تقارير وزارة الخارجيه الكويتيه ،وقد تبرعت الكويت
بالكثير من المليارات لدول عربيه وغير عربيه وجهات أخری دوليه وأقليميه ، وهو ماسيساهم في إنجاح الفكره التي تأتي ظروفنا الماليه
متوائمه معها ، بعكس بعض الدول الفقيره فلن تجدي تلك الفكره معها لعدم توافر المخصصات
الماليه لديها فالفكره الجديده تقضي تماما
علی مشكلة البطاله في الكويت وتمكن الدوله من إحتضان أبنائها وإستغلال طاقاتهم وإشراكهم
في بناء الوطن وصنع حضارته حتی يفخر بنا العالم ويحذوا حذونا في تطبيق الأفكار البناءه
التي تساهم في رفعة الوطن وتقدمه ، وكل ذلك يتحقق بفضل تلك الفكره التي يطرحها مواطن
محب لوطنه ..
(( سفير
السلام بمنظمة الوحده العربيه الأفريقيه للأغاثه وحقوق الأنسان ومكافحة الأرهاب د.محمد
جاسم المديرس)) ..