ذعار الرشيدي
«وزير الصحة يأمر مديري
المناطق الصحية بفتح مكاتبهم لاستقبال المراجعين كل يوم اثنين» ..
****
الخبر
أعلاه هو ما أعلنه وزير الصحة د ..جمال الحربي يوم السبت الماضي ، ولا أعلم حقيقة لم وجد البعض أن هذا القرار يعد
انتصارا لحقوق المواطنين ، بل إن البعض وجد وكأن الأمر فتحا إداريا عظيما، مع أن
هذا القرار جزء من تقييم الاعوجاج الحاصل.
****
والحقيقة
أن مديري المناطق الصحة يجب أن يفتحوا مكاتبهم لجميع المراجعين طوال أيام الأسبوع
وطوال ساعات العمل الرسمية، وليس يوم الاثنين فقط.
ومن فرح
بالقرار واعتبره انتصارا لإرادة الشعب وكسرا لأبواب المسؤولين المغلقة، لا يا
سادة، أبواب المسؤولين يجب الا تغلق في وجه أي كان، هذا الأصل في المسألة، فمدير
المنطقة الصحية هذه ومدير المنطقة التعليمية تلك والوكيل وضابط المخفر، لم يوضع في
منصبه ليغلق باب مكتبه في وجوه الناس، ولا يتقاضى راتبه ليجعل بينه وبين الناس
أبوابا متعددة، بل الأصل في وظيفته أن يكون بابه مفتوحا.
بل بدا
لنا أن قرار فتح أبواب مديري المناطق الصحية لاستقبال المراجعين ليوم واحد وكأنه
يجيز لمدير المنطقة أن يغلق باب مكتبه في وجوههم بقية أيام.
****
إن جزءا
رئيسيا من دور مدير المنطقة هو خدمة الجمهور واستقبالهم، وان يظل باب مكتبه مفتوحا
لاستقبالهم طوال أيام الأسبوع بلا منة.
وللأمانة
أننا لا بد ان نلغي نهائيا الثقافة المترسخة لدينا بأن المسؤول هو «طويل العمر»
الذي يتفضل علينا باستقبالنا في مكتبه، و«يا سعدنا يا هنانا» إذا ما سمح لنا أن
نقابله نحن أبناء الشعب ممن اضطرتنا ظروفنا للوقوف على باب معاليه ننتظر أن يرمقنا
بعين عطف أو يتفضل علينا بـ «شخطة توقيع».
فالأصل
كما ذكرت أن منصبه تكليف لخدمة الناس وليس تشريفا يرفع من درجته الاجتماعية.
هذه
الثقافة يجب أن تتوقف تماما، ويجب علينا ان نتوقف عن جعل المكلفين بخدمتنا أوصياء
علينا ومتفضلين..
****
أحد
مديري المناطق يقول:«أسهل شي في الدنيا وظيفة مدير منطقة... فشغلتي أوقع بريد بس»،
هكذا يقول عن مهنته بعد أن أوكلت له مهام المنصب، المصيبة انه لا يقرأ ما يوقع من
كتب بل يكتفي بما تؤشر به سكرتيرته على كل كتاب.
****
ما
يستغرب له إداريا وقانونيا ومنطقيا أن القانون بتعديلاته الأخيرة قبل عام مد سن
التقاعد للأطباء والعاملين في المهن الطبية حتى 75 عاما، غير أن مذبحة التقاعد
التي حصلت لأطباء ورئيسات تمريض في أكتوبر 2016 لم يلتفت إليها أحد لا من النواب
ولا الحكومة، لذا أتمنى من وزير الصحة د.جمال الحربي الذي ينتهج المنحى الإصلاحي
كما هو ظاهر حتى الآن أن يقوم بإعادة النظر في تلك الإحالات إلى التقاعد التي حدثت
قبل توليه بشهر وان يشكل لجنة مختصة، خاصة أن اغلبهم من الخبرات الطبية النادرة
جدا فمنهم أطباء ومنهم رئيسات تمريض واغلبهم قام برفع قضايا على الوزارة احتجاجا
على القرار.