د.مناور بيان الراجحي
تعد وسائل الإعلام إحدى أهم الوسائل المؤثرة في الأمن القومي لأي دولة، وذلك نظرا لتأثيرها الفعال الذي تتميز به هذه الوسائل في تشكيل اتجاهات الجماهير ومواقفهم وسلوكياتهم تجاه مختلف القضايا المجتمعية ذات الصلة المباشرة أو غير المباشرة بالأمن القومي.
ظهر مصطلح الأمن القومي وشاع بعد الحرب العالمية الثانية، بهدف تحقيق الأمن والسلم وتجنب الحروب المدمرة التي شهدها النصف الأول من القرن الماضي، ونشأت لذلك مؤسسات أكاديمية مهتمة بمسائل الأمن القومي (مصادره، مقوماته، إجراءات ضمان حمايته) من معاهد ومراكز تنتمي إلى جامعات ومؤسسات علمية وإعلامية متخصصة وإدارات مرتبطة بالقرار السياسي الرسمي أيضا.
ويشكل مجلس الأمن القومي الأميركي النموذج الأول والأمثل لهذه المؤسسات، حيث جسد هذا المجلس التعريف الذي طرحه والترليبمان عن الأمن القومي بأنه «قدرة الدولة على تحقيق أمنها بحيث لا تضطر إلى التضحية بمصالحها المشروعة لتفادي الحرب، والقدرة على حماية تلك المصالح إذا ما اضطرت عن طريق الحرب».
مفهوم الأمن القومي كان في بدايته قائما على فكرة حماية الدولة من الأخطار الداخلية والخارجية التي تهدد مصالحها واستقرارها، أما في يومنا هذا فلم يبق هذا المفهوم في غرف التنظير فقط، وإنما خرج إلى المؤسساتية، حين أصدر الكونغرس الأميركي عام 1947 (قانون الأمن القومي الأميركي العام)، وأصبح جزءا أساسيا من السلطة التنفيذية وتم تعيين مستشار للأمن القومي برتبة وزير، بعدها اهتم العالم بأسره بمفهوم الأمن القومي، والأمن القومي لا يعني فقط خط الدفاع المسلح بل يشمل جميع الأمور التي يعتمد عليها قيام الدول، أمن غذائي، أمن صحي، أمن بيئي، أمن تعليمي، أمن صناعي وأمن حربي... الخ.
وهناك عدة أسباب لاهتمام الدول بدراسة الأمن القومي:
1 ـ التوسع في مفهوم المصلحة القومية لتشمل مسألة ضمان الرفاهية بما يعنيه ذلك من تأمين لمصادر الموارد كتعبير عن كل من الرفاهية من ناحية، ومحاولة ضمان مصادرها الخارجية من ناحية أخرى، وحماية الترتيبات الداخلية التي تدفع إلى زيادة معدل الرفاهية من ناحية ثالثة.
2 ـ العمل على تخفيض معدل العنف وتصاعد حدة الصراعات بين الشعب الواحد والشعوب المجاورة بل حل النزاعات على المستويين الإقليمي والدولي.
3 ـ تخفيض حدة الشعور من التهديدات المتصلة بأمنها القومي بمختلف أنواعه، وتدفع بالضرورة في اتخاذ قرارات استراتيجية فعالة على أرض الواقع لتحمي مصالحها وأمنها القومي من أي تهديد.
4 ـ تزايد الإحساس بالقلق والتوتر الداخلي والذي يمكن أن يتحول إلى مظاهر عديدة من عدم الاستقرار وعدم الأمن.
5 ـ يثار الاهتمام بظاهرة الأمن القومي عند التحول من نظام الدولة القومية إلى نظام التجمعات الاقتصادية الدولية، كخصخصة مرافق الدولة جميعها، أو بما يسمى فكفكة الدولة بالقانون.
ولعل من أبرز ما كتب عن الأمن القومي هو ما أوضحه وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت مكنمارا، في كتابه «جوهر الأمن» حيث قال: «إن الأمن يعني التطور والتنمية سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية في ظل حماية مضمونة»، واستطرد قائلا «إن الأمن الحقيقي للدولة ينبع من معرفتها العميقة للمصادر التي تهدد مختلف قدراتها ومواجهتها، لإعطاء الفرصة لتنمية تلك القدرات تنمية حقيقية في كل المجالات سواء في الحاضر أو المستقبل». «السؤال اللي مدوخنا، أين نحن.. من هذا؟!».
أرجوحة أخيرة: الله الله عليكم يا شعب الكويت، والله أنتم الشعب الذي ينحط فوق الرأس ومحل العقال.
نبارك لجميع العوائل والقبائل والطوائف والفئات على هذه الروح الكويتية الصرفة التي سادت أجواء انتخابات البلدي، قبل وأثناء وبعد النتائج، يا حلو القلوب الصافية التي تكرر (الانتخابات يوم واحنا إخوان كل يوم) أحبكم ربي يحفظكم ويبارك فيكم جميعا.
تذكرون بردقوش؟ صاحب أغنية «بالمشمش غني يا عين بالمشمش»، بالمشمش.