الدهر لا يصفو على حال له أحواله وأهواله ومسراته وأحزانه والعبرة بمن اعتبر، والأيام دول تريك: العجب العجاب، وفي ذلك يقول زهير بن أبي سلمى

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش

ثمانين حولا لا أبا لك يسأم

وفي ذلك يقول الله تعالى: ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين «140» أل عمران.

إذا فالأيام دول مصرفة بين الناس فلم لا نكون كقول الإمام الشافعي

دع الأيام تفعل ما تشاء

وطب نفسا إذا حكم القضاء

ولا تجزع لحادثة الليالي

فما لحوادث الدنيا بقاء

ولقد احنى الحرص هامات الرجال، ومن الشعر المنسوب للخليفة معاوية بن ابي سفيان وقد يكون تمثل به قوله

واذا رأيت عجيبة فاصبر لها

فالدهر قد يأتي بما هو أعجب

ولقد أراني والأسود تخافني

فأخافني من بعد ذاك الثعلب

روي صاحب البصائر والذخائر أبوحيان التوحيدي ان المغيرة بن ابي شعبة الثقفي قال لعمر بن الخطاب: نحن بخير ما أبقاك الله لنا يا أمير المؤمنين فقال عمر: أنتم بخير ما اتقيتم الله تعالى وقال: أبوالفضل الرياشي ما اعتراني هم فأنشدت قول ابي العتاهية

هي الأيام والغير

وأمر الله ينتظر

أتيأس أن ترى فرجا

فأين الله والقدر

الا سري عني وهبت ريح الفرج.

وقد قال ابن السكيت ابياتا تكتب بماء الذهب وهو قوله

إذا اشتملت على اليأس القلوب

وضاق لما به الصدر الرحيب

وأوطنت المكاره واستقرت

وارست في اماكنها الخطوب

ولم تر لانكشاف الضر وجها

ولا اغني بحيلته الأريب

أتاك على قنوط منك غوث

يمن به اللطيف المستجيب

وكل الحادثات إذا تناهت

فموصول بها فرج قريب

واكتفي بهذا القدر