واصلت المؤسسات الكويتية خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة التصدي لتداعيات انتشار جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية على الصعيد المحلي في وقت استمرت فيه الإشادات الدولية بدورها الإنساني على الصعيد الخارجي.
فمن جانبه ثمن وزير الإدارة المحلية اليمني عبدالرقيب فتح في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) المواقف الانسانية المؤثرة لدولة الكويت في دعم الشعب اليمني وإغاثته وتخفيف معاناة أبنائه في جميع المجالات.
وقال فتح الذي يشغل أيضا منصب رئيس اللجنة العليا للاغاثة إن الجهود الانسانية النبيلة التي تبذلها دولة الكويت ومؤسساتها الإغاثية تحظى بتقدير الحكومة والشعب اليمنيين وترحيبهما.
وأضاف أن المشاريع الكويتية شملت معظم المجالات المرتبطة بحياة المواطنين وسبل عيشهم في معظم المحافظات وكان لها تأثير كبير في تخفيف وطأة المعاناة الانسانية على اليمنيين في الوقت الراهن.
وأشار إلى أن الدعم الكويتي المباشر المقدم من الحكومة الكويتية أو من خلال الهيئات والجمعيات الإغاثية الكويتية أو غير المباشر عبر تمويل مشاريع المنظمات الدولية أسهم إلى حد كبير في تلبية الاحتياجات الانسانية لليمنيين.
ولفت في هذا السياق إلى تمويل جمعية الرحمة الكويتية مشروع بناء مدينة سكنية للنازحين في مدينة (الخوخة) بمحافظة (الحديدة) والذي تم تدشين العمل فيه قبل أيام.
كما ثمن فتح مشاريع الإغاثة العاجلة التي تبنتها الجمعية الكويتية للاغاثة في الأسابيع الماضية بتمويل تأسيس مخيمين مؤقتين للنازحين في محافظة (مأرب) يكفيان لنحو 600 أسرة نزحت مؤخرا من محافظة (الجوف) مع توفير التجهيزات اللازمة للإيواء والمعيشة والوجبات والمياه الصالحة للشرب لمدة شهر كامل.
وأوضح أن جمعية الهلال الاحمر الكويتي وجمعية الاغاثة الكويتية والجمعيات والجهات الكويتية المانحة نفذت الكثير من المشاريع والبرامج الاغاثية والتنموية في معظم المحافظات اليمنية ما أسهم بتوفير كثير من الاحتياجات الصحية والإنسانية وخفف كثيرا من معاناة اليمنيين.
وبين أن (الإغاثة الكويتية) نفذت مشاريع مرتبطة بالمياه ودعم الجرحى وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية لعدد من المستشفيات كما مولت تأسيس مصنعي أكسجين لتلبية الاحتياجات الطبية.
على جانب آخر أشادت رئيسة وفد العلاقات مع شبه الجزيرة العربية ونائبة رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي هانا نيومان في مقابلة مع (كونا) بجهود دولة الكويت الانسانية لتقديم المساعدات الاغاثية ودعم الدول الأخرى في التغلب مع تداعيات جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19).
وأشارت نيومان التي تنتمي إلى حزب الخضر الألماني إلى جهود دولة الكويت الانسانية التي تكللت بمنح الأمم المتحدة لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لقب (قائد للعمل الانساني) وتسمية البلاد (مركزا للعمل الانساني) قائلة إنني أقدر بشكل كامل المساهمات الإنسانية المهمة التي تقدمها الكويت.
وفي سياق منفصل أكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى دولة الكويت الدكتور طارق الشيخ أن لدولة الكويت دورا رائدا في احتضان مهارات الشباب وتزويدهم بالدعم اللازم لإنشاء جيل شبابي برؤية مستقبلية.
وقال الشيخ في بيان صحفي بمناسبة اليوم العالمي لمهارات الشباب إن الشباب الكويتيين ضربوا مثلا عالميا لدورهم المحوري في الاستجابة لفيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) والتصدي لانتشاره مضيفا أن ذلك تمثل في تطوع الشباب الكويتيين في الصفوف الأمامية لتقديم المساعدة للمحتاجين والأشد ضعفا وتقديم الدعم لجهود الاستجابة الحكومية وإطلاق العديد من المبادرات الخيرية وحملات التوعية.
أما السفير البلجيكي لدى البلاد بيت هيربات فأشاد بجهود جمعية الهلال الأحمر الكويتي في مجالات الإغاثة والأنشطة الإنسانية لاسيما في مكافحة الفيروس في أنحاء العالم كافة.
ونوه هيربات في تصريح ل(كونا) عقب لقائه رئيس مجلس ادارة الجمعية الدكتور هلال الساير بسرعة تلبية (الهلال الأحمر) لنداء الشعوب المتضررة وتقديم مساعداتها معتبرا ان دورها في مكافحة فيروس كورونا يأتي استكمالا لدورها الإنساني واستشعارا لواجبها في مساعدة الاخرين.
وأضاف أنه اطلع على حجم البرامج الإنسانية التي تنفذها الجمعية على المستويين الدولي والمحلي في مكافحة الفيروس ودورها الكبير في مساندة الدولة من خلال تقديم العون للعمالة المتضررة والأسر المحتاجة مشددا على الأهمية الكبرى التي توليها مشاريع الجمعية الإنسانية بناء على توجيهات القيادة الرشيدة في تقديم المساعدات الانسانية بمختلف دول العالم.
من جانبه أكد الساير في تصريح مماثل ل(كونا) استمرار الجمعية بدورها وواجبها الإنساني في إغاثة الشعوب المنكوبة وتخفيف معاناتها لافتا إلى أن ما تقدمه دولة الكويت عبر الجمعية لمكافحة فيروس (كورونا) يجسد مفهوم الإنسانية ودورها الانساني.
واوضح انه استعرض خلال لقائه السفير البلجيكي أهم أعمال الجمعية وتحركاتها الإنسانية لإغاثة ومساعدة المناطق المتضررة مبينا دورها في مكافحة فيروس (كورونا). وعلى صعيد التصدي لتداعيات انتشار جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية على الصعيد المحلي وزعت جمعية الهلال الأحمر الكويتي كمامات ومعقمات على المصلين في عدد من محافظات البلاد في إجراء احترازي لمواجهة الفيروس وذلك بعد افتتاح المساجد لأداء صلاة الجمعة أمس.
وقال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في الجمعية خالد الزيد ل(كونا) إن الجمعية في إطار جهودها لمكافحة الفيروس بادرت بتوزيع كمامات وقفازات ومواد التعقيم على المصلين مع تقديم التوعية عن أعراض المرض وطرق الوقاية منه.
وأضاف الزيد أن ما تقوم به الجمعية من أنشطة ينطلق من أنها جزء من المجتمع الكويتي وتهدف إلى النهوض به وتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين فيه على السواء من خلال التعاون مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.
وذكر أن توزيع الكمامات والمعقمات يندرج ضمن سلسلة حملات التوعية التي يقدمها الهلال الأحمر للمواطنين والمقيمين بطرق الوقاية من الفيروس وأهمية المحافظة على مسافات التباعد الاجتماعي للحد من مخاطر انتشار العدوى مبينا أنه تم توزيع المعقمات والكمامات في مؤسسات الدولة خلال الأيام الماضية.
كما ساهمت جمعية الهلال الأحمر الكويتي في اتخاذ الاجراءات الاحترازية من فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) في منطقة الفروانية التعليمية عبر توزيعها سجادات صلاة وكمامات ومعقمات وبروشورات لموظفي المنطقة ومراجعيها.
وقال مدير ادارة الشباب والمتطوعين في جمعية الهلال الاحمر الكويتي الدكتور مساعد العنزي في تصريح ل(كونا) ان هذه المبادرة تأتي استمرارا لجهود الجمعية المتواصلة في مساندة أجهزة الدولة المختلفة لتنفيذ الحملة الوقائية الموسعة لمجابهة هذا الفيروس لضمان تحقيق وقاية كاملة.
وثمن جهود المتطوعين في الجمعية ودورهم الكبير في توزيع المستلزمات الصحية الوقائية والسلال الغذائية والوجبات اليومية منذ بداية أزمة (كورونا) مؤكدا ان الجمعية حريصة على بذل المزيد من العمل لاستقطاب المتطوعين للمساهمة في حماية المجتمع من الفيروس وتداعياته الصحية.
وفي إطار آخر أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي توزيع عدد من الأجهزة الكهربائية المنزلية الضرورية على 66 أسرة محتاجة في الكويت.
وقالت مديرة ادارة المساعدات المحلية في الجمعية مريم العدساني في تصريح ل(كونا) ان هذه الأجهزة شملت الثلاجات والمكيفات ووزعت على الأسر المحتاجة المسجلة بكشوفات الجمعية وبحسب أولوية الاحتياج وذلك لتعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي والشراكة المجتمعية.
وأضافت العدساني أن الهدف من توزيع تلك الأجهزة التخفيف عن الأسر المحتاجة وإعانتها من خلال توفير سبل حياة أفضل لها مؤكدة ان هذا الدعم يحظى بأهمية كبيرة من ادارة الجمعية لأنه ثمرة من ثمرات التعاون مع شركائها في العمل الخيري ومن ضمن مشاريع وبرامج العمل الإنساني التي تقدم للمحتاجين.
وأشارت إلى المشاريع التي نفذتها الجمعية لتحسين المستوى المعيشي للفئات المستحقة منها توزيع السلات الغذائية وكوبونات الأيتام موضحة أن الجمعية ستوزع خلال الأيام المقبلة ملابس عيد الأضحى المبارك على الأسر المحتاجة.
وفي السياق نفسه أطلقت جمعية الهلال الأحمر الكويتي مشروع جمع تبرعات الأضاحي داخل دولة الكويت بالتزامن مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك.
وقالت الأمينة العامة للجمعية مها البرجس ل(كونا) إن الجمعية تولي مشروع الأضاحي أهمية كبرى لما يحققه من سعادة على قلوب الأسر المحتاجة خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
وأضافت البرجس أن مشروع الأضاحي أحد المشاريع الموسمية التي تنفذها الجمعية بهدف تقديم المساعدة والمساندة للأسر الفقيرة والمحتاجة وللتخفيف عنهم من خلال مشروع الأضاحي.
وذكرت أن تقديم تبرعات الأضاحي يتم عبر الموقع الإلكتروني لجمعية الهلال الأحمر الكويتي أو من خلال زيارة الجمعية بمنطقة الشويخ مباشرة والدفع عن طريق خدمة (كي. نت) معربة عن الشكر لكل من سيساهم في هذا المشروع الإنساني الخيري الذي يصب في مصلحة الأسر المحتاجة داخل البلاد.
وبينت أن فريق عمل الجمعية سيتولى الإشراف على عملية ذبح الأضاحي والتأكد من مطابقتها للاشتراطات الشرعية والصحية وعلى مراحل المشروع بدء معاينة الأضاحي إلى ذبحها صباح يوم العيد وصولا إلى تسليمها للمستحقين من جهته أعلن رئيس مجلس إدارة الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان (كان) الدكتور خالد الصالح عن انطلاق حملة (كلنا الكويت) لتعقيم المقرات والجهات الحكومية والخاصة كمبادرة تطوعية يقوم بها فريق تطوعي متخصص من الحملة.
وقال الصالح في تصريح صحفي السبت الماضي إن هذه المبادرة التطوعية التي تقدمها (كان) لخدمة المجتمع يتم من خلالها استخدام المعدات الخاصة مع أخذ احتياطات الأمن والسلامة سواء كان للمسؤولين والعاملين في المكان أو القائمين على تنفيذ مهمة التعقيم.
وأضاف أن الانطلاقة كانت من محافظة الأحمدي في كل من مخفر الظهر ومخفر فهد الأحمد الذين تعاونوا بدورهم مع فريق التعقيم الذي ساند رجال وزارة الداخلية بمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وأشار إلى استمرار الفريق بالتنقل بين المحافظات عبر مركبة مجهزة بجميع أجهزة التعقيم وبطاقم اجتاز العديد من الدورات ومؤهل للتدخل بالإسعافات الأولية والتعقيم وإنعاش القلب الرئوي مؤكدا حرص الحملة على تحفيز العمل التطوعي واستغلال الطاقات الشبابية من أبناء الوطن في خدمة الكويت.
أما بيت الزكاة الكويتي فأطلق منصة الكترونية جديدة عبر موقعه الرسمي لحجز مواعيد المراجعين للحالات المسجلة لديه والمستمرة في تلقي المساعدات.
وقال نائب مدير عام بيت الزكاة للخدمات الاجتماعية الدكتور ماجد العازمي في تصريح صحفي انه بعد طلب الموعد سيتم إرسال رسالة نصية لكل مراجع تتضمن موعد المراجعة واسم الفرع حسب عنوان السكن المسجل لدى بيت الزكاة.
وعلى صعيد التحرك على الصعيد الإنساني دوليا دعت دولة الكويت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى التحرك لوقف التداعيات الإنسانية في سوريا في ضوء استمرار القتال وتفشي جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19).
وجاء ذلك في بيان دولة الكويت امام الدورة ال45 للمجلس والذي ألقاه مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير جمال الغنيم في سياق مناقشة تقرير لجنة التحقيق المستقلة المعنية بسوريا.
وأعرب السفير الغنيم عن قلق دولة الكويت من بوادر أزمة تلوح بالأفق في ضوء استمرار القتال في سوريا الأمر الذي يهدد بالقضاء على أعداد كبيرة من المدنيين بسبب تفشي الجائحة وضعف نظام الرعاية الصحية في البلاد.
وأضاف السفير الغنيم ان دولة الكويت تحث كافة الأطراف على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى النازحين داخليا والمناطق المحاصرة دون تحيز أو تمييز ذلك لأن الجائحة تمثل لملايين السوريين تهديدا إضافيا لما يعانونه من الصعوبات والانتهاكات والحرمان.
ولفت الى ان دولة الكويت تطالب المجتمع الدولي بأن يولي أهمية قصوى لحالة النازحين السوريين في دول الجوار ومناطق أخرى حول العالم وذلك منعا لأي تداعيات إنسانية إضافية والعمل على تجنب أبناء ذلك البلد الشقيق المزيد من الآلام والمآسي والتشريد.
وأوضح السفير الغنيم ان دولة الكويت قد تبنت دبلوماسية إنسانية فعالة تجاه هذه الأزمة إدراكا منها لمسؤوليتها وواجبها للوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق في محنته.