رحل أحد رواد الطرب الأصيل الفنان الكويتي حسين جاسم الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى عن عمر يناهز الـ73 عاما.
ونعى وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة رئيس
المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ محمد العبدالله الفنان الراحل حسين
جاسم قائلاً: ان الساحة الفنية الكويتية والخليجية فقدت برحيله فنانا موهوبا وأحد
أعمدة فن الغناء الكويتي الحديث اذ «شق بصدق أدائه ورهافة حسه الفني والإنساني
طريقا في قلوب مستمعيه ومشاهديه» بما قدمه خلال مسيرته الفنية من أغان وطنية
وعاطفية وتراثية متميزة مازالت تلامس الشعور الإنساني والوطني.
وأضاف ان فقيد الساحة الفنية الكويتية ترك خلفه إرثا فنيا وثقافيا
غنائيا كبيرا يتضمن الأغاني الوطنية والعاطفية والأناشيد الدينية التي لا يزال
يتردد صداها في منطقة الخليج العربية.
وقال الشيخ محمد العبدالله ان فقيد الساحة الفنية الكويتية والخليجية
الفنان حسين جاسم استند في إبداعاته الغنائية المتنوعة على العلم والدراسة من خلال
حصوله على دبلوم معهد المعلمين شعبة الموسيقى عام 1967 وعمل مدرسا لمادة التربية
الموسيقية لأكثر من 20 عاما.
وذكر ان الفنان الراحل ترقى في عمله إلى ان أصبح مديرا للتربية
الموسيقية بوزارة التربية في الفترة الممتدة بين 1994 و2002 مما مكنه من امتلاك
زمام عناصر الإبداع والتميز في الفنون الغنائية من حيث الكلمة واللحن والأداء طوال
مسيرته الفنية.
وأضاف أن المشاركة الإيجابية للمغفور له في الأنشطة الفنية والموسيقية
التي كانت تقام في معهد المعلمين منها الأوبريت الغنائي «المنبوذ» الذي قدم على
خشبة مسرح معهد المعلمين عام 1967 والنجاح الكبير الذي حققه خلاله ودفعه إلى
الاتجاه بعد ذلك إلى الإذاعة دون تخطيط مسبق ليصعد أولى درجات سلم النجاح والشهرة
في مجال الفن الغنائي على الساحة الكويتية.
وأشار إلى الاغنيات التي أداها المغفور له حسين جاسم من ألحان غنام
الديكان والتي كان لها وقع على الجمهور وقوبلت باستحسان كبير ونالت الإعجاب وذلك
لحرصه على تطويعها في قوالب التراث الكويتي القديم مع الابتكار في الأسلوب وحداثة
الكلمة واللحن المطور والتي يأتي في مقدمتها أغنية «حكاية بحار» من كلمات الشاعر
الغنائي الراحل خالد العياف.
وتقدم الشيخ محمد العبدالله بخالص التعازي وأصدق المواساة إلى أسرة
الفنان الراحل حسين جاسم والأسرة الفنية الكويتية والخليجية التي فقدت برحيله
فنانا ومطربا متميزا معطاء.
ولد الفنان حسين جاسم عام 1944 في منطقة شرق وحصل على دبلوم معهد
المعلمين شعبة الموسيقى عام 1967 حيث عمل مدرسا لمادة التربية الموسيقية أكثر من
20 عاما إلى أن ترقى ليصبح مديرا لإحدى مدارس وزارة التربية خلال الفترة بين عامي
1994 و 2002.
وبدأ الفنان الراحل مسيرته الفنية عام 1967 من خلال مشاركته في
الأنشطة الفنية والموسيقية التي كان يقيمها آنذاك معهد المعلمين قبل أن يتجه إلى
الإذاعة حيث شارك في أوبريت غنائي بعنوان «المنبوذ» وكان انطلاقته الفنية في تقديم
أجمل الأغنيات الوطنية والدينية والعاطفية.
قدم الفنان حسين جاسم العديد من الأغنيات التي مازالت إلى اليوم عالقة
في قلوب وذاكرة الناس لاسيما جيل السبعينيات والثمانينيات من أشهرها أغاني «أبو
الموقة وحبيبي شمعة الجلاس وناعم العود ويا معيريس» والتي لاقت جميعها صدى واسعا
في الكويت والخليج ثم غنى بعدها واحدة من أروع أغانيه وهي «حلفت عمري» التي كتب
كلماتها الشاعر ماجد سلطان ولحنها الملحن يوسف المهنا.
أما على صعيد الأعمال ذات الطابع الديني فكانت أولى أغنياته في هذا
المجال «يا اله الكون والعديد من الأعمال الأخرى التي يطلق عليها البعض مسمى
تواشيح دينية.
وفي أوج تألقه الفني أعلن الفنان الراحل حسين جاسم عام 1974 اعتزاله
الفن والتوقف عن الغناء واستمر على موقفه حتى تحرير البلاد عام 1991 حيث عاد إلى
الساحة الفنية مجددا من بوابة الأغنية الوطنية فقدم العديد من الأغنيات مثل «هلت
أعياد النصر يا كويت» وأخرى عن قضية الأسرى الى جانب مشاركته في الأوبريتات
الوطنية منها أوبريت «القادة» بمناسبة انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي في الكويت
عام 1991 وأوبريت «سلاحي كلمة الحق».
كما أعاد الفنان الراحل تصوير بعض أغانيه القديمة بطابع جديد وحديث
أشهرها «حلفت عمري» حيث لقيت هذه الخطوة آنذاك ترحيبا من الجمهور والوسط الفني
لاسيما الصحافة التي قابلت عودة الفنان حسين جاسم بالقبول والترحاب.
وقال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون والمسارح في المجلس الوطني
للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش إن الكويت فقدت برحيل الفنان الكبير
حسين جاسم قامة فنية رائدة قدمت عطاءات بارزة على الساحة الغنائية محليا وخليجيا
وعربيا.
وأضاف الدويش أن للراحل كما كبيرا من الإسهامات التي تركها في أعمال
غنائية ستظل محفورة في أذهان الجمهور الخليجي والعربي خلال مسيرة عطاء طويلة اتسمت
بالإبداع والرقي والتميز سطر خلالها إرثا فنيا خالدا في تاريخ الفن الغنائي
الكويتي.
واستذكر الدويش الأعمال الغنائية الرائعة التي ستكون نبراسا مشرقا في
مسيرة الفنان حسين جاسم ومنها أغنية «حلفت عمري» التي كتبها ماجد سلطان ولحنها
يوسف المهنا وأيضا أغنية «أبوالموقه» كلمات جاسم شهاب وألحان عبدالرحمن البعيجان.
ولفت إلى أغان جميلة كثيرة بينها «طابت الفرحة» و«توني عرفتك
زين»و«دنيا الهوى» و«شمعة الجلاس» و«يا معيريس» و«العيد هل هلاله» وغيرها من
الأعمال المتميزة في مسيرة الراحل حسين جاسم.
وكان الفنان الراحل قد بدأ مشواره مع الأغنية عام 1967 وسرعان ما
انطلق بقوة نحو النجومية والشهرة حتى أصبح خلال سنوات قليلة أبرز مطرب كويتي يقدم
الغناء الأصيل ويمتلك صوتا عذبا واحساسا بالكلمة وحضورا مميزا.
وكما فاجأ الفنان الراحل الجميع بإعلانه اعتزال الفن فقد فاجأهم
بعودته من جديد إلى الساحة الفنية عقب تحرير البلاد عام 1991 في المناسبات الخاصة
وحفلات التكريم وبصوته تم تسجيل المقدمة الغنائية لمسلسل «بين عصرين».
ولم يكن حسين جاسم متحمسا لخوض تجربة الأغنية العاطفية وربما يرجع ذلك
للبيئة التي عاش فيها وعدم اقتناعه بذلك لكن عندما قدم أغنية «أبو الموقة» التي
نجحت نجاحا كبيرا أحدثت تحولا كبيرا في مسيرته الفنية وهي من كلمات جاسم شهاب
وألحان عبدالرحمن البعيجان.وكان حسين جاسم أحد الأصوات الشابة التي اندفعت لتقدم
نفسها في مجال الأغنية ربما لم تبرز موهبة الغناء لديه في الصغر لكن دخوله معهد
المعلمين لدراسة الموسيقى كان عاملا أساسيا في الكشف عن موهبته.ومع ذلك فإن ظهوره
كمطرب على الساحة الفنية جاء بعد نجاحه في تقديم أناشيد دينية وأغان وطنية خلال
الحفلات التي أقامها المعهد آنذاك وقد برز في تقديم الموشحات.
وأبرزت الحفلات الفنية عذوبة صوت الفنان حسين جاسم فكانت الخطوة
التالية مبادرته في إذاعة الكويت بمشاركته في أوبريت غنائي ليقدم بعد ذلك أشهر
أغنية دينية «يا إله الكون» التي ما زالت تبث حتى الآن وهي من ألحان عبدالرؤوف
إسماعيل وتبع ذلك بأوبريت «شعلة العلم» الذي لحنه عبدالرؤوف اسماعيل أيضا.
bonus veren siteler
bonus veren siteler
bonus veren siteler
bonus veren siteler