لندن – الوكالات : كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية ان مذكرة رسمية رفعت السرية عنها تؤكد أن رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت تاتشر خططت لتهديد رئيس النظام العراقي صدام حسين بالسلاح الكيماوي بعد غزوه للكويت.
وقالت الصحيفة إن مثل هذه اللعبة عالية
المخاطر كانت تهدد بدفع بريطانيا لاستخدام الأسلحة الكيماوية للمرة الأولى منذ عام
1919. واعتبرت «فايننشال تايمز» أن لجوء تاتشر إلى مثل هذه الخطة ردا على الغزو
العراقي للكويت في عام 1990 يدل على قوة نزعة حكومتها نحو معسكر الصقور خلال
أيامها الأخيرة في السلطة.
وتكشف الوثائق السرية أن وزير الدفاع
الأميركي آنذاك ديك تشيني الذي كان بعيدا عن معسكر «الحمائم» تصدى لخطة تاتشر
واستفسر منها عما إذا كانت مستعدة لدراسة خيار استخدام السلاح النووي. وذكرت
الصحيفة أنه كان باستطاعة تاتشر، نظريا، أن تستخدم هذا النوع من الأسلحة لان
بريطانيا لم تكن قد وقعت بعد على معاهدة حظر استخدامها.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تؤكد
التزامها بالدفاع عن سيادة الكويت وقد اشتهرت بكلامها الموجه إلى الرئيس الأميركي
جورج بوش الأب عندما حذرته من «التذبذب» تجاه صدام. وتابعت الصحيفة أن وكالة
الاستخبارات المركزية الأميركية «CIA» استنتجت
أن قوات صدام مستعدة لاستخدام الأسلحة الكيماوية إذا أصبحت على وشك الهزيمة وطردها
من الكويت لكن الوكالة كانت تعتقد أنه ستكون هناك «فترة إنذار قصيرة» قبل حدوث
الهجوم.
وقالت تاتشر لتشيني في أكتوبر 1990 «علينا
أن نقرر كيف سيكون ردنا. وإذا أردنا ردع هجوم كيماوي عن طريق التهديد بالانتقام
بالطريقة نفسها فيجب أن تكون بحوزتنا أسلحة كيماوية جاهزة» لكن تشيني رد على إصرار
تاتشر بالتأكيد أن جورج بوش الأب يشعر باشمئزاز قوي تجاه استخدام الأسلحة
الكيماوية وأوضح أنه رغم عدم اتخاذ قرار نهائي يستبعد الخيار الكيماوي كان القادة
العسكريون الأميركيون يميلون نحو الرد على الهجوم الكيماوي المحتمل من قبل صدام
بهجوم واسع النطاق بالأسلحة التقليدية وذلك لأنهم لم يملكوا «أي خبرة» في استخدام
الكيماوي .. واستفسر تشيني خلال الحوار نفسه المسجل في المذكرة، من تاتشر حول
احتمال موافقتها على دراسة استخدام السلاح النووي في سياق نزاع الخليج. وردت رئيسة
الوزراء البريطانية قائلة إنها تكره دراسة مثل هذا الخيار، وستستبعده بالتأكيد،
على الرغم من «بقاء الأسلحة النووية دائما وسيلة مطلقة للردع ، لافتا إلى أن تاتشر
لم تذكر هذا الحوار في مذكراتها،على الرغم من أنه سبق لها أن قالت بعد انتهاء أزمة
الخليج في عام 1991 ، إنها لو تطلب الأمر لكانت مستعدة لاستخدام النووي ضد العراق
.
bonus veren siteler
bonus veren siteler
bonus veren siteler
bonus veren siteler