
اكد سفير السلام ومكافحة الإرهاب
بمنظمة الوحدة العربية ـ الأفريقية السفير د.محمد جاسم محمد المديرس ان الشباب هم
عماد الأمة وعزها وحضارتها وهم بناتها ومشاعلها وذخائرها.. بهم تتسامى أمجاد الأمم
وتعلو راياتها. والشباب هم الطليعة ورمز التقدم والتحضر.
وهم عصارة تجارب الماضي ووقود
المستقبل الذي ينير بعد أن ضعفت شمعة الأجداد والآباء.. بل أن نجاح الأمم وتقدمها
يقاس بمقدار علو همم شبابها ومستوى آمالهم وأعمالهم.. ولولا قوة الشباب الضاربة
وطاقاته المفعمة بالحيوية لما نهضت كثير من الأمم والحضارات.. ذلك بأن بناء
المجتمع يحتاج في تشييده إلى سواعد قوية وحين يقدم الكبار والشيوخ النصيحة والرأي
تجد الشباب يقدمون الطاقة والجهد والعمل، فتكتمل أدوار كل جيل من الأجيال ضمن
منظومة اجتماعية قوية تؤدي دورها على الوجه الذي ينبغي أن يكون.
وقد أعلى الإسلام وجميع الأديان
السماوية من قيمة الشباب وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم محاطا بالشباب، وخصهم
بلغة خطاب خاصة، حيث كان يناديهم «يا معشر الشباب» إشارة إلى أهمية الشباب، وكانت
ثقته بهم دون حدود ويتجلى ذلك في اختياره لأسامة بن زيد قائدا لجيش الإسلام الذي
حارب الروم في الشام وكان عمره لا يتجاوز ثمانية عشر عاما.
وقيام النبي صلى الله عليه وسلم
باختيار الصحابي الجليل مصعب بن عمير لأن يكون أول سفير للإسلام وهو في مستهل
حياته.. وقد أصاب ظن نبي الإسلام وفهمه لطبيعة الشباب وتقديره لقدراتهم وطاقاتهم..
حيث حمل الشباب على عاتقهم نشر رسالة الإسلام في ربوع المعمورة وقامت الدولة
الإسلامية على أيديهم وأصبحوا هم قادة العالم لأنهم عرفوا قدر أنفسهم ووجهوا
طاقتهم في مسارها الصحيح، فيا معشر الشباب عودوا إلى ما كان الشباب عليه واغتنموا
شبابكم واعرفوا قدركم وقيمتكم واحفظوا مجد أمتكم وتمثلوا بشباب الإسلام الذين
عرفوا قدر أنفسهم فسادوا العالم وحكموه بالعلم والمعرفة والأخلاق.. فعودوا أيها
الشباب إلى مكارم الأخلاق وبر الوالدين واحترام الكبير واتخاذ القدوة الصالحة
وتوجيه الطاقات إلى العمل والبناء بما يعود بالنفع في الدنيا والآخرة..كما أن
الشاب الصالح من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة لو نشأ في طاعة الله
وابتعد عن كل ما يغضب الخالق وأحسن إلى والديه.. فذلك هو المثل الذي تقوم به الأمم
وتبني به الحضارات.. فاغتنم أيها الشاب شبابك فيما هو نافع ومفيد وتعلم مبادئ
الإسلام السمحة والفقه الصحيح الذي يدعو إلى العلم والمعرفة وإلى مكارم الأخلاق
وينبذ التشدد والجهل والعنف.. واعلم أيها الشاب أنك مسؤول أمام الخالق سبحانه عن
شبابك.. فقد روي الترمذي بسند حسن عن ابن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
«لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه،
وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما
علم».. وإننا نوجه النصيحة للأمم والشعوب لأن تولي الشباب اهتماما خاصا أن يكون
ذلك ضمن أولويات اهتماماتها وذلك لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة بطاقات الشباب ولن
يجدي ذلك إلا بوضع الخطط المتطورة لإعداد جيل الشباب من جميع النواحي ونشر العلم
والتوعية وبث الفهم الصحيح لمبادئ الدين السمحة ونشر الثقافة المفيدة والخلاقة
وتفعيل دور الشباب وتحقيق المشاركة الفعالة لهم في جميع مناحي الحياة.
وقد أكد دستور البلاد على ضرورة
الاهتمام بفئة الشباب، حيث نصت المادة العاشرة من دستور الكويت على أن «ترعى
الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي».. وهذا
ما دعا إليه أيضا قائد الإنسانية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، فطالما حث
سموه على ضرورة الاهتمام الكامل بشباب الأمة وتوفير الرعاية لهم وتذليل جميع
العقبات تقديرا منه للشباب وثقة في قدراتهم على قيادة المسيرة وبناء الأمة ولإدراك
سموه الكامل أن الشباب هم طفرة الأمل وصلابة العزيمة واستنارة الفكر وهم قادة
المستقبل.
bonus veren siteler
bonus veren siteler
bonus veren siteler