
بعد إقرار قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان بانسحاب الجيش، حذرت الأمم المتحدة من «كارثة إنسانية» في الفاشر، داعيةً إلى توفير ممر آمن للمدنيين العالقين خارج المدينة، بعد أن أعلن مقاتلو قوات «الدعم السريع» شبه العسكرية سيطرتهم على القاعدة الرئيسية للجيش هناك.
وأقرّ البرهان بانسحاب الجيش من مدينة الفاشر في إقليم دارفور، غداة إعلان قوات الدعم السريع السيطرة عليها بعد معارك استمرت منذ ابريل 2023.
وقال في خطاب بث عبر التلفزيون الوطني: «وافقنا على انسحاب الجيش من الفاشر لمكان آمن»، مؤكداً أن قواته «ستقتص لما حدث لشهدائنا وسنحاسب المجرمين».
بدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن القتال الأخير يُمثّل «تصعيداً خطيراً» في الصراع، مضيفاً أن معاناة المدنيين «لا تطاق»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
من جانبه، حذّر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك من أن مدينة الفاشر في «وضع حرج للغاية»، مع تزايد خطر «الانتهاكات والفظائع ذات الدوافع العرقية».
وأشار تورك إلى تقارير تلقاها مكتبه حول تنفيذ إعدامات ميدانية بحق مدنيين حاولوا الفرار من المدينة، مع وجود أدلة على دوافع إثنية وراء هذه الجرائم، كما أظهر عدد من مقاطع الفيديو «عشرات الرجال العزل مقتولين بالرصاص أو ممددين على الأرض»، وأشارت شهادات إلى اتهامهم بالقتال في صفوف الجيش السوداني. وفرّ السكان وعلق مئات الآلاف من المدنيين وسط انقطاع تام للاتصالات واتهامات بارتكاب تصفيات جماعية.
وأفادت شبكة «أطباء السودان» بأن ميليشيات الدعم السريع نفّذت بالفعل عمليات قتل بدوافع عرقية، طالت العشرات في المدينة، ونهبت مرافق طبية وصيدليات.
وقالت الشبكة إن قوات الدعم السريع «قامت بتصفية العشرات على أساس إثني» في مدينة الفاشر، كما أبلغت عن نهب للمستشفيات والصيدليات والمرافق الصحية في الأحياء التي اقتحمتها القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي».
وأضافت: «ارتكبت قوات الدعم السريع مجزرة بشعة، وتشير تقارير فرقنا الميدانية إلى أن أعداد الضحايا تفوق العشرات، في ظل صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة بسبب الانفلات الأمني».
وأكدت الشبكة أن ما يحدث «يرتقي إلى مستوى القتل الجماعي» وحملت قوات الدعم المسؤولية الكاملة وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الصحية بالتحرك العاجل.
وفي السياق نفسه، طالبت منظمة أطباء بلا حدود بإنقاذ حياة المدنيين والسماح لهم بالخروج إلى مناطق أكثر أماناً، محذرةً من تكرار سيناريو المذابح الواسعة التي شهدها إقليم دارفور في الأعوام الأخيرة.
وأكدت المنظمة أنها استقبلت أخيراً مئات المرضى والنازحين الفارين من الفاشر إلى نقطة طبية طارئة أنشئت بالقرب من مدينة طويلة، حيث ارتفع عدد الوافدين إلى نحو ألف شخص في ليلة واحدة فقط، وتم التعامل مع عشرات الحالات الحرجة بينهم.
إلى ذلك، أظهرت صور ومشاهد نشرتها تنسيقية «لجان المقاومة – الفاشر» عبر حسابها على فيسبوك، مدنيين يفرّون من المدينة وجثثا متناثرة على الأرض قرب سيارات محترقة.
ووصفت لجان مقاومة الفاشر الوضع بأنه «أسوأ أنواع التطهير العرقي» للمدنيين الفارين من المدينة، ودعت أصحاب الضمائر الحية إلى رفع صوتهم وحماية النازحين.
ونشرت اللجان مقاطع مصورة ومناشدات تشير إلى تعرض الفارين من الفاشر لإطلاق نار وملاحقة من قبل المهاجمين، متهمة أيضاً قيادة الجيش، بعدم تقديم دعم كافٍ أو غطاء جوي لقوات المشاة التي ظلت تدافع عن المدينة.
في الأثناء، أعلنت «منسقية النازحين واللاجئين» في إقليم دارفور، وصول 360 أسرة و1117 نازحا إلى محلية طويلة شمال دارفور جراء المعارك الأخيرة في الفاشر.
وأشار المتحدث باسم المنسقية آدم رجال إلى ارتفاع عدد الأسر الواصلة إلى طويلة من الفاشر إلى 831 أسرة و3038 نازحا، لافتا إلى أن الفارين من المعارك يعيشون في ظروف إنسانية حرجة في طويلة، في ظل نقص الخدمات الأساسية المنقذة للحياة.
ودعا الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية إلى توفير الحد الأدنى من الخدمات الأساسية للنازحين.
اقرأ أيضا بنفس القسم
					
						
						
							لقد قتلوا جنديا إسرائيليا ، ولذلك رد الإسرائيليون !
									بينهم 24 طفلا استشهدوا جراء سلسلة غارات شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي
									التقى البطريرك يوحنا العاشر اليازجي
									يحكم الكاميرون  منذ عام 1982 .. وهذه ولايته الثامنة !
									غوتيريش يحذر من تصعيد مروع للنزاع: المعاناة التي نشهدها هناك «لا يمكن تحملها»
									البحث
	
الأكثر قراءة



 
										 
										 
										 
										 
										 
	
	
 
				
				 
				
				 
				
				 
				
				 
				
				 
				
				 
				
				 
				
				 
				
				 
				
				



