
خرجت الولايات المتحدة من قائمة أقوى 10 جوازات سفر في العالم لأول مرة منذ 20 عامًا، وهي مفاجأة لا تتوافق مع "الكاريزما الترامبية" والسطوة التي يتمتع بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولكن ييدو أن للأمر بعد آخر.
فقد تراجعت قوة جواز السفر الأميركي، الذي يتعادل حالياً مع جواز السفر الماليزي في المركز الثاني عشر، يشير إلى "تحول في التنقل العالمي"، كما يقول منشئ المؤشر.
ولأول مرة منذ عقدين من الزمن، خرجت الولايات المتحدة من قائمة أقوى 10 جوازات سفر في العالم، مما يمثل صدمة كبرى للقوة العظمى العالمية.
وبحسب مؤشر هينلي لجوازات السفر ، وهو تصنيف يقيس عدد الدول التي يمكن للمسافر زيارتها دون الحاجة إلى تأشيرة، يحتل جواز السفر الأمريكي الآن المرتبة الثانية عشرة عالميا، متقاسما هذا المركز مع ماليزيا.
في العام الماضي فقط، كانت الولايات المتحدة في المركز السابع، قبل أن تتراجع إلى المركز العاشر في صيف هذا العام. قبل عشر سنوات، كانت تتربع على قمة القائمة.
قال كريستيان هـ. كايلين، رئيس شركة هينلي وشركاه ومبتكر المؤشر، في بيان صحفي: "إن تراجع قوة جواز السفر الأميركي خلال العقد الماضي لا يقتصر على مجرد تعديل في التصنيفات، بل يُشير إلى تحول جذري في الحراك العالمي وديناميكيات القوة الناعمة".
وأضاف : "الدول التي تتبنى الانفتاح والتعاون تتقدم بثبات، بينما تتخلف الدول التي تعتمد على امتيازات الماضي عن الركب".
تُهيمن الدول الآسيوية حاليًا على المراتب العليا. تتصدر سنغافورة القائمة بدخولها بدون تأشيرة إلى 193 وجهة، تليها كوريا الجنوبية بـ 190 وجهة، ثم اليابان بـ 189 وجهة.
قامت شركة Henley & Partners، وهي شركة مقرها لندن متخصصة في استشارات المواطنة والإقامة، بتجميع هذه التصنيفات لمدة 20 عامًا تقريبًا باستخدام بيانات من اتحاد النقل الجوي الدولي.
وأشارت شركة هينلي آند بارتنرز إلى أن المعاملة بالمثل تلعب دورا كبيرا في تصنيفات الدول، مشيرة إلى أنه في حين يمكن لحاملي جواز السفر الأمريكي حاليا الوصول إلى 180 وجهة بدون تأشيرة، فإن الولايات المتحدة نفسها تسمح فقط لـ 46 جنسية أخرى بدخول حدودها بدون تأشيرة.
ساهمت التغييرات الأخيرة في إجراءات الوصول إلى انخفاض التصنيفات بشكل عام. في أبريل (نيسان)، أنهت البرازيل إعفاء الأميركيين والكنديين والأستراليين من تأشيرة الدخول ، مُشيرةً إلى انعدام مبدأ المعاملة بالمثل.
وسّعت دول أخرى نطاق الإعفاءات من التأشيرة، لكن ليس للأميركيين. على سبيل المثال، استبعدت الصين وفيتنام الولايات المتحدة من قوائم الدول المُوسّعة حديثًا المؤهلة للسياحة بدون تأشيرة.
وبحسب شركة هنلي وشركاه، فإن الدول التي تقدم لمواطنيها حرية سفر واسعة ولكنها تحد من الدخول بدون تأشيرة للآخرين، مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، شهدت قوة جوازات سفرها ركوداً أو تراجعاً على مدى السنوات الأخيرة.
وتقول الشركة إن الانخفاض الكبير في التصنيف يغذي بالفعل الرغبة في الحصول على الجنسية المزدوجة بين الأميركيين، مما يشير إلى أن الجنسية الأميركية المستقلة قد لا تكون وضع القوة العظمى كما كانت في السابق.
قال بيتر جيه سبيرو، أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة تيمبل، في بيان : "في السنوات القادمة، سيكتسب المزيد من الأميركيين جنسيات إضافية بكل الطرق الممكنة".
وأضاف: "يُصبح تعدد الجنسيات أمرًا طبيعيًا في المجتمع الأميركي". ورغم أن هذا قد يكون فيه بعض المبالغة، إلا أن أحد ناشري مواقع التواصل الاجتماعي صرّح مؤخرًا بأن "الجنسية المزدوجة هي الحلم الأميركي الجديد".