سطر لنا الراحل لجوار ربه ما لا يمكن أن يستوعبه مقال ولا أن تتناقله كلمات ولا أن تعبر عنه مشاعر مهما كانت صادقة.
فقد نجح «سمو العفو» في تغيير مفاهيم خاطئة لا نعلم كيف تسللت الى عقولنا عبر الزمن فشكراً «سمو العفو» لأن تلك المفاهيم لم يعد لها مصداقية من بعدك ، فأنت الذي رأيناك تتقلد الحكم دون صراع ولا نزاع ولا عراك ولا حراك ، وبهذا فقد رسخت مفهوم عقائدي بحت أن (ما اصابك ما كان ليخطأك وما اخطائك ما كان ليصيبك).
ولم يتوقف طموح «سمو العفو» عند هذا الحد ، ذلك الطموح الذي يقوده الطمع في ما عند الله (وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وأبقى). فبادرت بالاحسان الى من هم في حاجتك وتحت رعايتك ، فكانت كلماتك دوما تسابق دموعك الصادقة مرددًا «المواطن المواطن المواطن».
وقد قام «سمو العفو» بتجنيد همة عالية شامخة لا تعرف حدود الممكن ، فكسرت حاجز الممكن للنفس البشرية في عفوك عن من أساء وأخطاء ، رافعاً راية (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) الراية التي نسأل الله أن يظلك بظلها يوم لا ظل الا ظله سبحانه وتعالى.
وها هو قد رحل هذا الرجل الناسك العابد المتوكل على ربه والمتصالح مع ذاته الحامل للأمانة على قدر من المسوولية وعلى قدر كبير من مشاعر الأبوة الصادقة المخلصة التي لا يتخللها شك او ريبة تاركاً خلفه سيرة خالدة عطره وسراجاً منيراً في نهج المتوكل على الله والمحسن لمن هم في حاجته والمتجاوز عن من أخطآ في حقة ، مبتغياً من الدنيا زاداً يعينه على حساب الآخرة ويبوء به (في جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ)
وبهذا يكون «سمو العفو» قد أحيا فلسفة دينية حياتية عظيمة عنوانها العدالة والعفو والإحسان.
بقلم: أنس محمد العتيبي
Alotaibianas2@gmail.com
اقرأ أيضا بنفس القسم
deneme bonusu
bonus veren siteler
bonus veren siteler
كفن تورينو عبارة عن قطعة من نسيج الكتان يبلغ طولها 4.42 مترا وعرضها 1.21 مترا
deneme bonusu
bonus veren siteler
bonus veren siteler
الخبير المجددي يكشف عن دور الهوائيات (قرون الاستشعار) في رؤوس النحل
deneme bonusu
bonus veren siteler
bonus veren siteler
يساعد علي تنشيط الأجهزة الإنجابية وتحسين حالات العقم وتعزيز الخصوبة
البحث
الأكثر قراءة