دعا الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف والشّؤون الإسلامية الداعية الشّيخ سمير عطا الله إلى أن يحافظ المسلم على ما وفقه الله إليه من أعمال صالحة خلال شهر رمضان الكريم، محذرا من إفساد العيد بالآثام والمحرمات، والفجور والمنكرات، ومن هدم ما بناه المؤمن خلال الشهر المبارك بمعول المعاصي.
وشدد الشيخ عطا الله خلال خطبة عيد الفطر في مسجد ابن الجوزي بمنطقة القصور على ضرورة التمسك بإقامة الصلوات الخمس والحرص عليها فلا حظ في الإسلام لمن ضيعها، داعيا في الوقت نفسه إلى غض الأبصار عن المحارم وصون الألسنة عن الغيبة والكذب، وإلى إظهار الفرح والسرور في العيد وصلة الأرحام والنأي عن الخلافات، مؤكدا على أن هذا العيد فرصة لإصلاح الشقاق وجمع الشتات بين المسلمين.
وقال: "إن عيدكم اليوم عيد أتى بعد صيام وتعب، وجاء بعد قيام ونصب، قضيتم شهر رمضان خائفين راجين، خاشعين باكين، لربكم متضرعين، فحق لكم اليوم الفرح والسرور، والغبطة والحبور"، مؤكدا أن يوم عيد الفطر هو يوم الجوائز؛ مستشهدا بقول الزهري رحمه الله: (إذا كان يوم الفطر خرج الناس إلى الجبان - أي المصلى- اطلع الله عليهم فقال: عبادي لي صمتم، ولي قمتم، ارجعوا مغفورا لكم)، وبقول الحافظ ابن رجب- رحمه الله: (وإنما كان يوم الفطر من رمضان عيدا لجميع الأمة؛ لأنه تعتق فيه أهل الكبائر من الصائمين من النار، فيلتحق فيه المذنبون بالأبرار).
وتابع الشيخ عطا الله مخاطبا جمهور المصلين: "طيبوا بالعيد نفسا، وقروا به عينا، اليوم تغفر للصائمين ذنوبهم؛ وتكفر عن الركع السجود سيئاتهم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»
ولفت إلى أن المسلمين إذا أكملوا صيام رمضان وقيامه؛ فقد وفوا ما عليهم من العمل، وبقي ما لهم من الأجر، مهنئا الصائمين بدخول باب الريان؛ لما جاء في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة بابا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد".
وشدد على ضرورة اهتمام المسلم بقبول العمل أكثر من اهتمامه بالعمل نفسه؛ فإنما يتقبل الله من المتقين؛ وقد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون) قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا تقبل منهم (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) ولذلك كان السلف يدعون الله بعد رمضان ستة أشهر أن يتقبله منهم.
وأوضح الشيخ عطا الله أن من علامات قبول الأعمال لزوم الاستقامة؛ فإنها من أعظم الكرامة، "فداوموا على عبادة ربكم بعد أن ذقتم حلاوتها، وحافظوا على الطاعة بعد أن أنستم بها؛ قال تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون).
وقال مخاطبا المصلين: "يامن عصيت الله بعد رمضان: إن كان الله تقبل منك الصيام؛ فما هذا فعل الشاكرين؟!، وإن لم يتقبل منك، فما هذا فعل الخائفين؟! داعيا إياهم إلى كريم الخصال بقوله: "أكرموا جيرانكم، وأطعموا جائعكم، وأدخلوا السرور على نسائكم وأطفالكم فيما أباحه الله،ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا".
وأكد الشيخ عطا الله أن معاشر النساء هم وصية النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيهن: »استوصوا بالنساء خيرا» وقال الشيخ ابن باز -رحمه الله: (هذا أمر للأزواج والآباء والإخوة وغيرهم: أن يستوصوا بالنساء خيرا، وأن يحسنوا إليهن، وألا يظلموهن، وأن يعطوهن حقوقهن ويوجهوهن إلى الخير)، مضيفا أن الأم قرة للعين؛ فبرها واجب، وحبها إيمان، والبنت فلذة للفؤاد، والأخت حب ووداد، والزوجة سند وعتاد، فاستوصوا بالنساء خيرا. والمرأة عماد للأسرة المسلمة، وذخيرة للأجيال المؤمنة، بصلاحها أما وأختا وبنتا: يسمو الرجل وينبل أبا وأخا وابنا"، دعيا إياهن إلى التقوى والحياء والحشمة والعفاف، والحذر من جمال مدعى، وزينة متوهمة؛ قال تعالى: (وأن يستعففن خير لهن).
bonus veren siteler
bonus veren siteler
bonus veren siteler