خفضت ظاهرة الغياب التي اجتاحت المدارس الإبتدائية والمتوسطة ورياض الأطفال الوجبات المدرسية إلى الربع تقريباً في بعض الرياض، حيث طلبت إداراتها من شركات التغذية تخفيض الكميات اليومية من 160 إلى 50 وجبة في اليوم الواحد، نظراً لكثرة حالات الغياب في صفوف الأطفال منذ بدء شهر رمضان المبارك.

وكشف مصدر تربوي لـ«الراي»، أن نسبة الحضور في بعض رياض الاطفال بلغت صفراً في المئة، فيما بلغت في المراحل الأخرى النصف تقريباً باستثناء المرحلة الثانوية حيث قل معدل الغياب فيها عن المراحل الأخرى، مؤكداً أن بعض الإدارات المدرسية بدأت تتصل على أولياء الامور لإلزام أبنائهم بالدوام المدرسي.

وأوضح أن إحصائيات المناطق التعليمية في شأن الغياب خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان أذهلت مديري الشؤون التعليمية، لكن لا صلاحيات لديهم في اتخاذ اي قرارات من شأنها أن تحد من الظاهرة، مبيناً أن بعض المدارس متشددة في تسجيل الغياب على الطلبة المتغيبين بغير عذر وأخرى تركت لهم الحبل على الغارب ولم تتخذ أي اجراء بحق أحد.

وحمّل المصدر الإدارات المدرسية مسؤولية تفاقم هذه الظاهرة وانتشارها على هذا النحو المخيف وذلك بسبب غياب السياسة التعليمية لدى كثير منها، معتبراً هذه الأرقام الكبيرة في إحصائيات الغياب بأنها جرس إنذار لتعديل الوثائق التعليمية في المراحل التعليمية كافة وسن قوانين أشد في ما يتعلق بملف الغياب.

ولفت إلى أن هذه الظاهرة يترتب عليها كثير من السلبيات في المدارس، أهمها تأخر المنهج الدراسي وتعثر تنفيذ الخطة وتدني مستوى التحصيل الدراسي للطلبة، وعشرات السلبيات الأخرى التي تؤدي في النهاية إلى تفاقم ظاهرة الغش واللجوء إلى أسهل الطرق للخروج من هذه العثرات كلها، مطالباً قطاع التعليم العام بإصدار قرار جريء في هذا الملف ومعالجة هذه الظاهرة فوراً قبل أن تتضخم إلى ما هو أبعد من ذلك.