حين يتحوّل فرح البعض إلى نقمة على الآخرين، يتعلّق المصابون بأمل الخروج من نفق «طائش»، لإنقاذ طفل كان ذنبه الوحيد أنه يلهو ببراءة في حوش منزل أسرته.
الطفل، ابن الثلاثة أعوام، الذي تعرّض لطلق ناري أمس في الجهراء، حالته مستقرة!
هكذا طمأن أخصائي جراحة المخ والأعصاب في مستشفى ابن سينا، الدكتور حمد جبر العنزي، الذي أجرى الجراحة، مشيراً في تصريح لـ«الراي» إلى أن الطفل غير قادر حتى الآن على تحريك جنبه الأيمن، ولافتاً في الوقت ذاته إلى أن فرصة تعرضه لإعاقة مستقبلاً مبهمة بعدما وصلت الطلقة إلى عمق الجمجمة.
وأضاف العنزي أنه وبينما كان على رأس عمله خفارة أمس، تلقى بلاغاً من مستشفى الجهراء بضرورة إجراء عملية مستعجلة لطفل يبلغ من العمر 3 أعوام تعرض لرصاصة طائشة مصدرها إحدى صالات الأفراح، مبيناً أن الطفل كان يلعب مع أقرانه في حوش منزل ذويه، قبل أن يسقط فجأة وينهار بالبكاء والصراخ بخروج الدم من رأسه، سبق فقده للوعي.
وأردف أنه وبعد نقل الطفل إلى مستشفى الجهراء، أجريت له الفحوصات المطلوبة التي بيّنت أن الطلقة أصابته من قمة رأسه، لافتاً إلى أن الأشعة على الأوردة والشرايين أظهرت أنها سليمة ولم تتعرض لتشوهات أو أي قطع، على الرغم من أن الطلقة وصلت إلى قاع الجمجمة.
وأوضح العنزي أنه أجرى مع الدكتور المتدرب يوسف أبو سيدو، عملية دقيقة للطفل استغرقت نحو ساعة ونصف الساعة، لإيقاف النزيف في الرأس الذي كان مرتفع الضغط بشكل كبير، وتمكّن من استخراجها.
وأفاد بأنه، وبعد زوال البنج تدريجياً عن ابن الأعوام الثلاثة، بدأ بتحريك جنبه الأيسر وفتح عينيه، إلا أنه وللأسف تبين أن جنبه الأيمن لا يتحرك حتى الآن، مرجعاً ذلك إلى أن الطلقة قطّعت مسار الخلايا العصبية، وتعرضه لضغط شديد ونزيف، معرباً عن أمله في قدرة الطفل على المشي في المستقبل، ومؤكداً أن نسبة بقائه على قيد الحياة كبيرة، إلا أن نسبة إعاقته تعتبر مبهمة في الوقت الحالي.
وأوضح العنزي أن الطلقة التي تعرض لها الطفل تعود لسلاح رشاش، قائلاً «ما ذنب الطفل أن يعيش بقية عمره معوقاً في حال لم يتعاف، بسبب استهتار البعض في ظاهرة سلبية جداً بإطلاق الأعيرة النارية في الأفراح من دون شعور بأدنى درجات المسؤولية بتعريض حياة الآخرين للخطر»، مشدداً على ضرورة اتخاذ الحكومة جميع الإجراءات لإيقاف تلك الظاهرة السلبية.
وختم قائلاً «حياة الناس غالية، ينبغي عدم الاستهانة بها بتعزيز ثقافة التعبير عن الفرح بطريقة حضارية، بعيداً عن اللجوء إلى استخدام طرق تُدمي قلوب الآخرين».
bonus veren siteler
bonus veren siteler
bonus veren siteler