حلّت الكويت في المرتبة الثانية عربياً والـ49 عالمياً في مؤشر شركة سيركل لوب، المتخصص لقياس العمل عن بُعد، خلال عام 2021، متوفقة على دول متقدمة مثل اميركا، التي جاءت في المركز 52 عالمياً، والصين التي حلت في المرتبة 53. 
وبحسب المؤشر، سجلت الكويت 50 نقطة من إجمالي مكونات المؤشر، التي شملت متوسط سرعة الانترنت وكلفته، والذي جاء بواقع 84.8 دولاراً، بالاضافة الى الإيجار الشهري لغرفة واحدة، والذي بلغ 890 دولاراً.

ويعتمد المؤشر في ترتيبه للدول على مجموعة من المنهجيات، منها متوسط سرعة الانترنت ذي النطاق العريض الثابت، والبلدان التي تسمح بتأشيرات عطلة العمل، وقبولها للمهاجرين، ومتوسط تكلفة الايجار لشقة مكونة من غرفة نوم واحدة.

نموذج العمل

وأشارت دراسة حكومية صادرة عن المركز الوطني للأبحاث التنموية أن تطبيـق نـمـوذج العمـل عـن بُعـد يعتبـر توجـهـاً جـديـداً قـد بـدأ ينمـو بشكل أكبـر بعـد أزمـة كورونـا، وقـد رأينـا كيـف أن هذه الطريقـة قـد حققـت المنـافـع للجميع على حـد سـواء كـأفراد أو كـدول، كمـا أنـهـا وكغيرهـا مـن الآليـات الحديثـة مازالـت تـحـوي بعـض السلبيات التي يتطلـب تطويرهـا.

وأشارت الدراسة الى ان هذا التطور في نموذج العمل، واعتماده على آلية العمل عن بُعد، وما صاحبه من تطور في المعرفة والابتكار، واعتماده بشكل أساسي على الرقمنة، سهّل مهمة كثير من أصحاب الأعمال الحاليين في جني وكسب المال عبر الانترنت، حيث إنه لا يحتاج سوى إلى شبكة إنترنت وجهاز إلكتروني لزيادة مصادر دخلهم أينما كانوا، كما أتاح الفرصـة أمام الشركات المتعددة الجنسيات للنفاذ إلى أسواق جديدة، وإجراء تعاملات على نطاق واسع، سواء على مستوى المنتجات المادية أو الرقمية، مما أدى إلى تجسير الهوة بين الأسواق، وخلق العديد من الفرص نحو التجارة العالمية.

زيادة الإنتاجية

ولفتت إلى أن معظم الشركات استخلصت أن غالبية الموظفين لديها لا يشتغلون بشكل أقـل لدى ممارستهم للعمل عن بُعد، بل إن العكس هو الصحيح، حيث أكد أغلب من شملهم الاستطلاع أن العمل مـن المنـزل لـم يـلحـق ضرراً بإنتاجيتهم، بـل يعتقد أكثـر مـن أربعة من كـل عشـرة أنهـم اكتسبوا مزيـدا مـن النجاعـة فــي نشاطهم المهني. ووفقـا للدراسة، فـإن تـأثير العمـل عـن بُعـد في الإنتاجيـة الإجماليـة يظـل متغيـراً، حيث اتضـح أن «الزيـادة فـي الإنتاجيـة واضحة للغايـة» فـي بعـض المهـن، وأن الوظـائف المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات هـي أكبـر الـرابحين.

منظومة رقمية

ومـع تطـور التقنيـات فـي الآونة الأخيـرة، فـإن الـعمـل قـد امتلـك مفهومـاً شـاملاً، سـواء كـان الـعمـل جزئياً أو أسـبوعياً أو شـهرياً، وحتـى ان كان بشكل كامل، وهـو مفهـوم الـعمل عـن بُعـد، فمـع تفشـي فيروس كورونـا وانتشـاره كـان الـعمـل عـن بُعـد مـن أهـم الإجـراءات، التـي تـم اتخاذهـا بالاعتماد على أحـدث التقنيات المتوفرة عبر الإنترنـت بعيـداً عـن مـقـار الـعمـل.

ودعت الدراسة الى المضي قدماً نحو تطوير استراتيجياتها ومنظومة مشاريعها الرقمية، لضمان تحقيق كفاءة عالية في الأداء الحكومي، وتمكين الجهات الحكومية من إتمام عملياتها وخدماتها وأنشطتها الداخلية والخارجية، بما يعزز ثقة الناس واعتمادهم على الخدمات الرقمية.

8 إيجابيات للعمل عن بُعد

أفادت الدراسة ان التحول إلى العمل عن بُعد في المجال الاقتصادي له العـديد من الآثار الإيجابية، منها على سبيل المثال:

1- سيمكن العمل عن بُعد من إتاحة المجال لممارسة الأعمال التجارية بشكل مريح وممتع ومثمر لما فيه من حرية، حيث يستطيع أصحاب الأعمال من إدارة أعمالهم ومراقبتها عن طريق الهاتف.

2- لا يحتاج صـاحب العمل إلى التخصـص لكي ينجح في مشـروعه، وهذه إحدى المزايا التي تتمتع بها المشروعات عبر الإنترنت.

3- امتلاك أكبر قدر من الاستقلالية والحرية في العمل التجاري، وهذه الحرية والاستقلالية هي إحدى ركائز العمل عن بُعد.

4- امتلاك أدوات رقمية قيمة جداً في متناول اليد، حيث يعد امتلاك أدوات رقمية قيمة جداً من أبرز مزايا كسـب المال عبر الإنترنت.

5- إمكانية البدء بكثير من الأعمال والمشـــــاريع التجارية في وقت واحد، وهذه من أفضـل المزايا للاستثمار الرقمي، لأن النتيجة النهائية ستكون دخلاً كبيراً وراحة أكبر.

6- قدرة ادخار أكبر، فإذا قررت العمل من المنزل، يمكنك توفير المال شـهراً بعد شهر، نظراً لأنك لن تضطر إلى إنفاق المال على النقل، وأي من الخدمات الأخرى المرتبطة بالتواجد في المكتب.

7- تستطيع العمل وفقاً لنسقك الخاص وجدولك الزمني.

8- حرية اختيار نوع ريادة الأعمال، التي تريد الترويج لها وتوسيع نطاقها، والعمل وفقا لنسقك الخاص وفي الوقت الذي يناسبك.

13 مقترحاً لتطوير العمل الرقمي

شددت الدراسة علـى أهميـة العمـل عـن بُـعـد، وقدمت مجموعـة مـن المقترحـات فـي سـبيل تطـويـر الـعمـل الرقمي مـن خـلال الآتي:

1- الحرص على تلبية احتياجات ومتطلبات التحول الرقمي الجديدة، وتعزيـز الاقتصاد الرقمي.

2- التأكـد مـن تـوفـر الـدعم التقنـي الـلازم لإنجـاز الـعمل عـن بُعـد مـن خـلال استخدام الأنظمـة الذكية والإلكترونية.

3- الحرص على وضع استراتيجية لتعزيز مكانة الكويت الرقميـة، ودعم جميع الجهـود للتحول الذكي والرقمي للمحافظة على جـودة الخدمات الرقميـة.

4- العمل عـلى الـدعـم الدائم والمستمر لمتخذي القرار، ورسـم السياسات التنموية وعمليات التخطيط وقياس الأداء الاستراتيجي للتحول الذكي والرقمي في الكويت.

5- الالتزام بمتابعة المـوظفين، الذين يعملـون عـن بعـد الكترونياً، مـن أجـل التأكـد مـن التزامهم بساعات العمل عـن بُعـد وضـمان مستوى الأداء ومخرجات الـعمـل.

6- الالتزام بالضوابط الأمنية ومعايير الأمن للعمل عن بُعد الصادرة عن الجهة المختصة.

7- استخدام أنظمـة إلكترونية وذكية لمتابعة وتوثيق أداء المهام خلال فترة العمل عن بُعد، والتأكد من وجود الدعم التقني اللازم.

8- التحول الالكتروني لجميع الخدمات في جهات الدولة.

9- إتاحة فرصة العمل عـن بُعـد بشـكل تدريجي للمـوظفين، الذين سيتقاعدون خـلال 3 ـ 5 سنوات.

10- توفير الأنظمة التقنيـة المتعلقة بـالأمن السيبراني خـلال فتـرة العمل عن بُعد.

11- إيجاد آليات لقياس الكفاءة مع تحديد معايير وآليات وأطر زمنية قياسية لكل نشـاط ومخرج يـتم اختياره لمتابعة الأعمال ضمن الوظائف النوعية.

12- وضع هيكـل للاستجابة للأزمة، يتضـمن محاور عمل محددة ومسؤوليات واضحة، ووضع خطة للاتصالات ذات منهجية واضحة ومحددة خلال مثل تلك الأزمة.

13- يجب أن تسعى الدولة الآن نحو التحول الرقمي الشامل، وضمان توفر بيئة تكنولوجية آمنة عند استخدام تلك التقنيات الرقمية والإلكترونية.