تحدث السفير د.محمد المديرس عن تجربة اختياره سفيرا للسلام ومكافحة الإرهاب، مشيرا الى تركيزه على دعوة الشباب الى دعم السلام العالمي ومكافحة الفكر المتطرف، وشدد على نجاح تجربة توزير الشباب في الحكومة الأخيرة، مؤكدا ان الوزراء لامسوا بالفعل جروح المواطنين.

وتناول المديرس خلال لقائه مع «الأنباء» ما اثير حول الوافدين مؤخرا وتأثر التركيبة السكانية بالبلاد بزيادة اعدادهم، اضافة الى موضوعات عدة تحدث عنها المديرس، فإلى تفاصيل اللقاء:

تم اختيارك سفيرا للسلام ومكافحة الإرهاب وأمينا عاما لمنظمة الوحدة العربية الإفريقية، ما جهودكم بعد توليكم المنصب، وما مدى تأثيرها على مكافحة الإرهاب؟

٭ أولا، دعني أوضح أمرا، بفضل الله تم اختيارنا للمنصب كأول سفير للسلام ومكافحة الإرهاب على مستوى الدولة وفي أول منظمة بالوطن العربي تحمل صفة مكافحة الإرهاب. وهذا فخر لنا وللكويت.

ثانيا، جدوى هذا المنصب هي أننا سعينا منذ تولينا له منذ عامين إلى بذل الجهود لتحقيق أهداف من قبلنا ومن أوصانا بديننا الكريم ومن ميزهم الله سبحانه وتعالى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الاجلاء كانوا دائما يدعوننا الى التسامح وحب الناس والتمسك بديننا الكريم دين الإسلام وكتاب الله عز وجل.. وثالثا نقوم بأهداف المنظمة ونشر ثقافة السلام ومكافحة الإرهاب، وقمنا بأول إجراء وهو دعوة الشباب كافة إلى دعم السلام العالمي ومكافحة الفكر المتطرف، إضافة الى اننا قمنا بالتنسيق مع الجهات المعنية بنشر الثقافة العامة لمكافحة الإرهاب وتغيير نظرة الغرب للاسلام، لأن الإسلام هو دين المحبة والسلام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير مثال في الحب والرحمة والأخلاق والتسامح، وسنحارب الإرهاب في أي مكان وفي أي زمان.

بالإضافة إلى عملك سفيرا للسلام ومكافحة الإرهاب تم اختيارك ايضا مديرا لمركز الاتحاد العربي للتحكيم فرع الكويت، حدثنا عن ذلك؟

٭ نعم، بفضل الله ثم بفضل جهودنا تمت تزكيتنا من قبل مركز الاتحاد العربي للتحكيم والتدريب، ونحن بدورنا سنقوم بإنشاء فرع له في الكويت، إضافة إلى إعداد وتأهيل المحكمين العرب من خلال هذا المركز، وعمل دورات للتحكيم بحضور أفضل وأمهر الأساتذة في التحكيم، كما سيتم تدريب المحكمين على صياغة أحكام التحكيم، وممارسة التحكيم العملي بحضور أساتذة الجامعات، وجميع هذه الجهود هدفها نشر الوعي الثقافي حول أهمية التحكيم خاصة في عقود المقاولات الهندسية والعقود التجارية.

ضخت الحكومة في تشكيلها الجديد لمجلس الوزراء وجوها شابة لطرح رؤية جديدة في إدارة الوزارة.. ما رأيكم؟

٭ لا شك ان تجربة الوزراء الشباب قد أثبتت نجاحها، حيث انهم لامسوا جروح المواطنين.

الوافدون والضمان الصحي

طرحت الحكومة مؤخرا رؤية حول زيادة رسوم الضمان الصحي على الوافد، هل لديكم تعليق؟

٭ أولا يجب ان نوضح ان اعلان نية الحكومة في زيادة رسوم الضمان الصحي من 50 إلى 130 دينارا سنويا جاء بقصد النهوض بالخدمات الصحية التي تقدمها للوافد والعمل على انتفاعه بأحدث وأرقى مستوى طبي في العلاج والخدمات والأدوية له ولكل فرد من أفراد أسرته، ومواكبة التقدم تفرض التطور لمستوى أفضل من الخدمات الحالية وليس للعبء المادي والتكليف بما ليس في السعة.

ولكن هناك من يرى ان الوافد أصبح عالة على الميزانية المالية الكويتية؟

٭ الاخوة الوافدون شركاء الحياة على أرض الكويت، واعتاد المواطنون على التعايش معهم بمحبة وسلام، جنبا الى جنب لبناء الوطن والمساهمة في تقدمه، فالوافدون ضيوف كرام أحبونا فأحببناهم، وليسوا عالة، فلا مصلحة من تعمد تجاهل مشاكلهم وغض الطرف عن أحوالهم وظروف معيشتهم.

ولكنهم يشكلون نسبة كبيرة من التركيبة السكانية؟

٭ نعم، وهنا يجب ان نوضح، ان الاحصائيات تشير الى ان الوافدين يشكلون نحو ثلثي سكان الكويت، ويجب الاعتراف بأنهم فئة مؤثرة تستحق الاهتمام بكل ما يشغلهم داخل أرض الكويت، ومما لا شك فيه فقد أعلن الكثير من الوافدين استياءهم اثر الإعلان عن نية الحكومة زيادة رسوم الضمان الصحي من 50 الى 130 دينارا سنويا، وهو ما اعتبره البعض منهم عبئا ماديا وتكليفا بما ليس في السعة، وهو ما لزم الحيلولة دون سوء الفهم الذي قد يقع فيه البعض من الاخوة الوافدين، وأكرر انه لم تقصد الدولة من وراء الزيادة تحميل الوافد أعباء اضافية، إنما قصدت النهوض بالخدمات الصحية التي تقدمها للوافد والعمل على انتفاعه بأحدث وأرقى مستوى طبي في العلاج والخدمات والأدوية له ولكل فرد من أفراد أسرته، ومواكبة التقدم تفرض التطور لمستوى أفضل من الخدمات الحالية، فضلا عن ان الدولة عازمة على إنشاء مشروع ضخم، ببناء ثلاثة مستشفيات للضمان الصحي في محافظات الفروانية والجهراء والأحمدي وإنشاء خمسة عشر مستوصفا طبيا توزع على مختلف مناطق الكويت، ومخصصة للوافدين والزائرين.

رؤية وحلول

هل لديكم حل أو رؤية معينة فيما يخص ذلك الموضوع؟

٭ نعم نقترح ان تقوم الدولة ممثلة في وزارة الصحة بترحيل رسوم الضمان الصحي المدفوعة من الوافد للعام الذي يليه، اذا ثبت ان هذا الوافد لم يزر مستشفيات الضمان الصحي، أو أحد المستوصفات المنتشرة بالكويت والتابعة لتلك المستشفيات وبأنه لم يجن أي منفعة صحية أو علاجية أو حتى أدوية خلال عام كامل ويمكن حصر هؤلاء الوافدين عن طريق وزارة الصحة، ومن ثم تتمكن الجهات المعنية من عمل حصر شامل لهؤلاء الوافدين وترحيل الرسوم التي دفعت للعام الذي يليه، وترحل جميع مبالغ التأمين الصحي التي دفعها الوافد سواء عن سنة أو أكثر وذلك كونه لم يستفد شيئا وبذلك لا يستشعر الوافد بأنه يدفع رسوما دون ان يستفيد بخدمة، ويكون الوافد قد وفر مبلغ التأمين الذي قد يصل الى مبالغ عالية طبقا لعملة بلده وفروق سعر العملة، ويشمل الاقتراح فقط الوافدين المقيمين، اما الذين قرروا السفر ومغادرة البلاد فهؤلاء لا يحق لهم المطالبة برد رسوم الضمان، حتى ولو لم يكن قد حصلوا على اي خدمة أو رعاية طبية، كما ان المبلغ الذي دفعوه أنفقته الدولة بالفعل على توفير الرعاية الطبية لهم ولم تحتفظ به، مشيرا الى ان الهدف من قصر الاستفادة من الاقتراح على الوافدين الباقين بالكويت، هو كــون هـذه الـفئة باقية للعمل والعطاء فكانت استفادتها من الاقتراح بمنزلة تقدير من الدولة لهم على استمرار عطائهم، دون الفئة الأخرى التي قررت السفر والمغادرة، فلا مبرر في رد رسوم الضمان اليها، ونكون باقتراحنا هذا قد مددنا يد العون للاخوة الوافدين، وساهمنا في تقوية أواصر الود والمحبة المستمرة بيننا منذ سنين.

جذور تاريخية للإرهاب

ما الإرهاب في نظر السفير د.محمد المديرس؟

٭ الارهاب باختصار هو كل عمل يهدف الى ترويع فرد أو جماعة أو دولة بقصد تحقيق أهداف لا تجيزها القوانين المحلية والدولية، وهي ظاهرة لم تستحدث قريبا في تاريخنا المعاصر، بل ان جذورها تمتد الى ما قبل القرن الحادي عشر، ومن أبرز العمليات الإرهابية التي تأثر بها العالم بأثره حادث تفجير طائرة في سماء لوكيربي وعملية تفجير المبنى الفيدرالي في ولاية اوكلاهوما الأميركية وتفجير فندق الملك داود عن طريق عصابات صهيونية، ومذابح دير ياسين وتفجيرات الرياض عام 1994 وتفجير أكثر من سفارة أميركية في بلدان متفرقة من العالم، وواقعة تفـجير برجي التجارة العالميين بأميركا عام 2001، وغـيـر ذلك من العمليات الإرهابية التي توالت بعد ذلك الواحدة تلو الأخرى في كل أرجاء العالم وحتى الآن مازال الجميع يعاني من ويلات العنف والإرهاب وآثاره الخطيرة والمدمرة والتي لم يسلم منها أحد.