حالة خاصة وفريدة، كانت تجمع بين ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية من ناحية والكويت وقيادتها وشعبها من ناحية أخرى.
فقد عاصرت الملكة الراحلة ستة أمراء كويتيين، هم سمو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح الذي حضر حفل تتويجها على العرش البريطاني، وسمو الأمير الراحل الشيخ صباح السالم، وسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، وسمو الأمير الراحل الشيخ سعد العبد الله، وسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيّب الله ثراهم، وسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه.
وفي إشارة واضحة على ما تمثله من أهمية للملكة الراحلة، فقد كانت الكويت ثاني بلد عربي بعد السودان تحل فيه بزيارة رسمية في العام 1979، ومنه تابعت جولتها لبقية الدول العربية.
وشهدت تلك الزيارة التي كانت في شهر فبراير، تفقد أبراج الكويت التي كانت في طليعة المحطات التي تجوّلت فيها الملكة إليزابيث الثانية، وسط إعجاب الوفد آنذاك بهذه الأبراج التي تبعد ميلاً واحداً فقط عن مقر السفارة البريطانية التاريخي في منطقة دسمان.
وكانت الملكة إليزابيث الثانية برفقة زوجها الراحل الأمير فيليب، حيث اصطحبهما في جولة إرشادية الشيخ سالم صباح السالم، الذي كان وقتها الرئيس الفخري للبعثة، والشيخ عبدالله الجابر مستشار أمير الكويت في ذلك الوقت، قبل افتتاح الأبراج للجمهور.
وحينذاك، كانت الملكة والأمير فيليب أول ضيفين رسميين يزوران الأبراج، واستمتعا وقتها بالموسيقى والعروض التقليدية التي قدمها فنانون كويتيون.
واختارت الملكة فستاناً صُمّم خصيصاً لتلك الزيارة، ونالت تلك اللفتة استحسان الكويت وأهلها.
وفي وقت تم فيه افتتاح مطار الكويت الدولي وأبراج الكويت في هذه الزيارة، تم الإعلان أيضاً عن البدء في إنتاج البترول في أحد حقول الأحمدي.
وفيما كانت إليزابيث أول من حطت طائرتها بمطار الكويت الدولي، كانت أيضاً أول مَن غادرت بحراً من ميناء الشويخ.
استقبال ملكي حافل لسمو الأمير الراحل
شهد قصر وندسور في العام 2012 استقبالاً ملكياً حافلاً لسمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيّب الله ثراه، بمناسبة زيارة الدولة للمملكة المتحدة، بحضور الملكة إليزابيث الثانية ودوق أدنبره الراحل الأمير فيليب وعدد من كبار المسؤولين.
وعقب مراسم الاستقبال ومأدبة الغداء التي أقامتها الملكة على شرف سموه، قام الأمير والملكة إليزابيث بجولة لعرض التذكارات المتعلقة بدولة الكويت من مجموعة التذكارات الملكية الموجودة في قصر وندسور.
وتبادل سموه وملكة بريطانيا الأوسمة، حيث قلّد سموه الملكة إليزابيث قلادة مبارك الكبير، في حين قلّدت سموه الوسام الأعظم من طبقة باث الذي يمنح للملوك ورؤساء الدول، تكريماً خاصاً من الملكة وتقديراً للروابط والعلاقات المتينة بين البلدين الصديقين.
وتم خلال الاستقبال الرسمي لصاحب السمو، إطلاق إحدى وعشرين طلقة مدفعية ترحيبية، بعدها عُزف النشيد الوطني للكويت، ثم قام سموه والملكة إليزابيث بالصعود إلى العربة الملكية محاطة بفرسان من الحرس الملكي البريطاني، كما صعد أعضاء الوفد الرسمي المرافق في العربات المرافقة، حيث قام سموه وملكة بريطانيا بالتوجه نحو الطريق المؤدي إلى قصر وندسور.
وسام من الملكة للدويسان
منحت ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية في يوليو الماضي، سفير الكويت السابق لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان وسام فارس من درجة (سانت مايكل وسانت جورج) الذي أنشأه الملك جورج الرابع العام 1818.
وقال رئيس المراسم الديبلوماسية الملكية المارشال اليستر هاريسون إن الوسام الذي حصل عليه السفير الدويسان يُعد «تكريماً نادراً واستثنائياً» تمنحه الملكة لسفير دولة أجنبية لدى انتهاء فترة عمله، تقديراً لدوره في تعزيز العلاقات التي تربط البلدين الصديقين.
وأشاد المارشال هاريسون بالدور الذي قام به السفير الدويسان على رأس بعثة الكويت في المملكة المتحدة، وحضوره الدائم والفاعل في المناسبات واللقاءات الديبلوماسية.
وأضاف أن السفير الدويسان كان له دور «مهم» أيضاً في أثناء توليه عمادة السلك الديبلوماسي في بريطانيا، حيث كان الناصح الأمين للسفراء الجدد.
وقال إن تكريم الملكة إليزابيث الثانية الاستثنائي للسفير الدويسان جاء كونه أحد أهم الشخصيات الديبلوماسية التي تركت أثراً كبيراً في الحياة السياسية في لندن، حيث شغل منصب سفير بلاده مدة 30 عاماً.
وأوضح أن السفير الدويسان لم يغب عن أي مناسبة ملكية دعي إليها طوال فترة رئاسته للسلك الديبلوماسي.
وذكر هاريسون أن القصر الملكي وتقديراً للمكانة التي يحظى بها السفير الدويسان، فقد أرسل سيارة خاصة من أسطول سيارات القصر لتقله وحرمه من منزلهما إلى قصر باكنغهام.
من جانبه، قال السفير الدويسان انه حظي بلقاء مع الملكة عبر مكالمة فيديو في قصر باكنغهام، مثمناً اللفتة الكريمة منها بمنحه هذا الوسام الرفيع.
وأضاف ان التكريم الذي حظي به من قِبل الملكة إليزابيث الثانية هو تكريم للكويت قيادةً وشعباً، مشيراً إلى أن نجاحه في مهمته كسفير جاء نتيجة للدعم اللامحدود الذي أولته إياه القيادة السياسية للبلاد.
وأعرب السفير الدويسان عن اعتزازه بلقاء الملكة التي منحته أيضاً هدية، عبارة عن صورة شخصية لها بتوقيعها تقديراً واحتراماً للدور الذي قام به خلال تواجده سفيراً لبلاده وعميداً للسلك الديبلوماسي.
وقال إنه على مدى 20 عاماً، وهي فترة توليه منصب عمادة السلك الديبلوماسي، أتيحت له الفرصة لحضور أكثر من 100 مناسبة رعتها الملكة بنفسها، سواء من خلال زيارات الدولة الرسمية أو اللقاءات الملكية الخاصة.
وكان السفير الدويسان شغل منصب سفير الكويت لدى المملكة المتحدة منذ العام 1992.
bonus veren siteler
bonus veren siteler
bonus veren siteler
bonus veren siteler