في الوقت الذي كلّف مجلس الوزراء، المؤسسة العامة للرعاية السكنية، بوضع الحلول المناسبة لتنفيذ كل المشاريع الإسكانية الحالية والمستقبلية، واتخاذ كل ما من شأنه تلافي العقبات وتقليص فترات الانتظار، ربما يكون مفيداً تقديم قراءة في خطة الدولة المعلنة لحل الأزمة السكنية، بما في ذلك عدد الوحدات التي تستطيع توفيرها حسب المخطط، والمتوقعة إذا سرّعت وتيرتها للتنفيذ.

من حيث المبدأ، يمكن للمشاريع المدرجة ضمن رؤية الكويت 2035 تلبية جميع الطلبات الإسكانية القائمة حالياً، والتي وصلت وفقاً لآخر إحصائيات المؤسسة العامة للرعاية السكنية إلى 94 ألفاً، علماً بأن آخر مشروع بالخطة ينتهي تنفيذه 2029.

تسريع الوتيرة

وهنا تكمن النقطة الرمادية في الخطة، بحيث أن الإنجاز الإسكاني حسب المخطط يغطي الطلبات القائمة حتى الآن فقط، بينما سينشأ خلال السنوات الـ7 المقبلة (حتى تاريخ تنفيذ آخر مشروع)، جيل جديد من الطلبات يقدر بنحو 8 آلاف سنوياً، ما يعني محاسبياً أنه عند انتهاء تنفيذ الخطة الحالية سيكون هناك 56 ألف طلب إسكاني متراكم من جديد.

وأمام ذلك، يدفع خبراء عقاريون بأهمية أن تعجّل الدولة من وتيرة تنفيذها للمشاريع الإسكانية، بما يضمن الانتهاء منها في وقت أقل من المخطط، على أن تراعي استدخال الزيادات الجديدة جزئياً على مدار السنوات المقبلة، من خلال طرح مشاريع إسكانية إضافية، تقابل الطلب المتوقع حتى نهاية تنفيذ مشاريعها الـ5 القائمة، لتنجح مع ذلك في تنفيذ جميع الطلبات القائمة والناشئة خلال سنوات الخطة في الوقت نفسه، وهنا قد تصل الكويت إلى «صفر» طلبات إسكانية.

أول فائض

وتتضمن المشاريع الإسكانية الخمسة، مدينة جابر الأحمد، والمطلاع، وجنوب عبدالله المبارك، وجنوب صباح الأحمد، وجنوب سعد العبدالله، وتتراوح نسبة الإنجاز فيها بين 14 و95 في المئة، وتعد قادرة على تأمين 92.5 ألف وحدة سكنية، أي أنها قادرة على إسكان جميع العائلات التي تقف على طابور مؤسسة الرعاية السكنية في حال أُنجزت سريعاً وقبل المدد المحددة لها.

وما يعزّز من موقف الحكومة لإنجاز هذه المشاريع، الفوائض المالية المتوقّع تحقيقها في العام المالي الحالي، إذ أنه حسب آخر تقرير لبنك الكويت الوطني يتوقع تسجيل الكويت في السنة المالية الحالية (2022 /2023) فائضاً قدره 4.8 مليار دينار بوصول أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل، بما يعادل 8.8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، والذي يعتبر أول فائض مالي تسجله الحكومة منذ عام 2014».

«جابر الأحمد»

وتفصلياً، يشمل المشروع الأول لخطة الرعاية السكنية في رؤية الكويت 2035 (كويت جديدة)، مدينة جابر الأحمد، والذي بلغت نسبة الإنجاز فيه 95 في المئة (الأعلى بين المشاريع) وينتهي آخر 2022، بتكلفة 325.4 مليون دينار، ويمتد على مساحة 12.4 كيلومتر مربع، وسيوفّر بدائل سكنية يقدر إجماليها بأكثر من 6500 وحدة سكنية مخصصة لمستحقي الرعاية السكنية مقسّمة على نحو 4600 قسيمة، و1400 بيت، و500 شقة.

«جنوب عبدالله المبارك»

أما المشروع الثاني في نسبة التنفيذ، فهو ضاحية جنوب عبدالله المبارك، بـنسبة تنفيذ بلغت حالياً 72 في المئة، وينتهي آخر 2025، بتكلفة إجمالية تبلغ نحو 140.53 مليون دينار، ويوفّر نحو 3000 قسيمة سكنية بمساحة 400 متر مربع مخصصة لمستحقي الرعاية السكنية.

ويتميّز المشروع بمجاورة منطقة عبدالله المبارك ومشروع غرب عبدالله المبارك، ويقع شماله مشروع جامعة الشدادية، ويبعد 20 كيلومتراً عن الكويت، ويغطي مساحة 4.3 كيلومتر.

مدينة المطلاع

ويتمثّل المشروع الثالث في مدينة المطلاع، وبلغت نسبة التنفيذ به 64 في المئة على أن ينتهي آخر 2023، بتكلفة 2.054 مليار دينار.

ويتضمن المشروع 12 ضاحية سكنية، إضافة إلى الضواحي الخدمية، ويقع شمال غرب الكويت ويبعد 10 كيلومترات عن الجهراء، و40 كيلومتراً عن قلب العاصمة، ويغطي مساحة 104 كيلومترات، ويتضمن قسائم سكنية يقدر إجماليها بـأكثر من 28 ألفاً بمساحة 400 متر مربع للقسيمة مخصصة لمستحقي الرعاية السكنية.

«جنوب صباح الأحمد»

وفقاً لموقع رؤية الكويت، بلغت نسبة الإنجاز في مشروع جنوب صباح الأحمد نحو 14 في المئة، وهو مازال في مرحلة التحضير، فيما يتوقع الانتهاء منه في 2029 بتكلفة تناهز 570.12 مليون دينار.

وسيؤمّن المشروع بدائل سكنية يقدر إجماليها بـ25 ألف وحدة سكنية، ويقع جنوب الكويت، على بعد 65 كيلومتراً عن مدينة الكويت، ويغطي مساحة 60 كيلومتراً مربعاً.

«جنوب سعد العبدالله»

ويتمثل المشروع الأخير ضمن الخطة في جنوب سعد العبدالله الذي بلغت نسبة إنجازه 14 في المئة، إذ مازال في مرحلته التحضيرية وينتهي في 2029 بتكلفة 136.66 مليون دينار.

ويقع المشروع غرب الكويت ويبعد 5 كيلومترات عن الجهراء، و35 كيلومتراً عن قلب مدينة الكويت، ويغطي مساحة 64.42 كيلومتر مربع، على أن يتم تطويره كمدينة ذكية وبيئة حضرية مستدامة ومتجددة لخلق حياة حضرية نابضة بالحياة.

وسيشمل المشروع بدائل سكنية متعدّدة يقدّر إجماليها بـ30 ألف وحدة سكنية، وجارٍ حالياً استكمال أعمال التخطيط والتصميم له.