عندما تضرب موجات الصقيع البلاد، تحدث حالة من الخوف والتوجس لدى المزارعين الذين دمر في أعوام ماضية أحلامهم وقضى على مزروعاتهم، ولكنهم باتوا أكثر دراية بطرق التعامل معه والتحصن من آثاره، من خلال الري منتصف الليل وقبل الفجر وعدم الانجرار وراء شراء المنتجات التي تسوق لمكافحته، إلا أن المخاوف من تأثيرات لا تزال موجودة، وخاصة في الأيام الحالية من فصل الشتاء.

وفي هذا الصدد، استطلعت «الأنباء» آراء عدد من المزارعين للوقوف على مخاوفهم من موجة الصقيع المحتملة وكيفية حماية المحاصيل منها، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، أكد المزارع ناصر العازمي في تصريح لـ «الأنباء» أن الصقيع أمر مألوف وغير مستغرب في مثل هذا الوقت من العام، مشيرا إلى أن الزراعات قديما كانت حقلية تتم قبل الصقيع وبعده فتكون على موسمين، ولا يؤثر وجود الصقيع فيها إلا أنه خلال السنوات الأخيرة تغير الحال، فتوسعت المساحات الزراعية والمشروعات المصاحبة لها ما تسبب في تأثير واضح للصقيع على المواسم، وخسائر كبيرة للمزارعين، موضحا أن الدستور ينص على تعويض المتضررين.

وأضاف العازمي: وصلنا إلى عصر تطورت فيه الزراعة لمواجهة آثار الصقيع عبر التدفئة الزراعية، كما في بعض الدول الأوروبية، إضافة إلى زراعة أصناف تتحمل الدرجات المتدنية من البرودة، وفي حال عدم الاستعانة بالتطور فليس أمامنا إلا تقسيم الزراعة إلى موسمين.

وذكر أن النباتات الخارجية وبعض الداخلية هي الأكثر تأثرا بالصقيع وتلك التي تكون في البيوت المحمية التي تفتقر إلى التدفئة وتزيد فيها درجات الرطوبة، داعيا المزارعين إلى أخذ الحيطة والحذر والري في منتصف الليل وقبل الفجر لكون الماء أكثر دفئا ويساعد النبات على عدم التجمد وخصوصا الجذور، أو تغطية النباتات بالنايلون أو البلاستيك وكشفها عند الصباح.

ولفت الى أن هناك من يسوق لبعض المبيدات والمواد التي تحمي النبات من الصقيع وهذا غير صحيح فالصقيع عبارة عن تجمد كل شيء من النبات والهوزات وطرمبات الماء، مطالبا الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة بتكثيف الحملات التوعوية وعمل دورات إرشادية داخل المناطق الزراعية في مختلف المناطق، والتنبيه عبر اتحاد المزارعين بأخذ الحيطة والحذر.

تعويض المزارعين

بدوره، ذكر م.مساعد بن يحيى أن الصقيع ضرب الدول الأخرى كالسعودية وسورية التي تصلنا المنتجات الزراعية منها، وقد تلقينا تحذيرا بأن الصقيع مستمر لأسبوع مع أخذ الحيطـــة والحذر في المحميات وترك المراوح تنفض خارج المحمية وتغطية المزروعات.

وأشار بن يحيى إلى أن الصقيع أمر اعتيادي وهناك إجراءات تقوم بها الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية كتعويض المزارعين وخصوصا المنتجين منهم، داعيا إلى زيارة المزارع جميعها والاطلاع على الواقع الزراعي والمشاكل التي يعاني منها وخصوصا نقص العمالة.

وفي سياق متصل، دعا إلى تحسين واقع الشوارع والخدمات في منطقة الوفرة ورفع القمامة المنتشرة في كل مكان.

خسائر جسيمة

من جانبه، ذكر المزارع عبدالله العبيدان لـ «الأنباء» عن ورود معلومات عن عدم تسلم بعض المزارعين لتعويض العام الماضي عن موجة الصقيع التي ضربت البلاد، مبينا أن المزارع الكويتي يتعرض سنويا لأضرار جسيمة وخسائر بسبب الصقيع، وتشمل الزراعة الحقلية والمحميات وما تتم تغطيته.

وطالب العبيدان الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية بحصر أضرار المزارعين، وعدم التأخير في صرف التعويضات لمستحقيها، إلى جانب دعم المزارعين لتطوير الزراعة والاستمرار في الإنتاج، موضحا أن عدم صرف التعويضات يتسبب في إحباط للمزارع وعدم المساهمة في تطوير الإنتاج الزراعي وبالتالي نقص التوريد للأسواق المركزية والجمعيات، مشيرا إلى أنه لا توجد وسائل علمية للحماية من الصقيع ومنع تبعاته والأمر بيد الله سبحانه وتعالى.