أكد الخبير الفلكي عادل المرزوق أن انخفاض درجات الحرارة مرتبط بهبوب الرياح الشمالية مبينا ان العكس صحيح.

وقال: الارتفاع في درجات الحرارة بصورة عامة يشمل كل اجزاء الكرة الأرضية وليس مقتصرا على الكويت نتيجة الاحتباس الحراري وهو ما يؤدي إلى نتائج خطيرة.

وفيما يلي التفاصيل:

هذه السنة هل فسدت فيها فترة الوسم وأصبحت جافة من غير أمطار؟ وهل السنة «كسر البرد في المربعانية» وأفسد برودتها وأصبحت دافئة؟ وليش السنة ماجانا مطر؟ وهل صحيح أن السنة راح يزيد فيها الغبار؟ السنة اكو فقع ولا ما كو؟ بالإضافة الى الأسئلة الأخرى التي تردني على هذا النمط والكثير منها يتعلق ببداية البرد أو متى عادة يدخل البرد.

وأود أن أشير الى أن البرد أو انخفاض درجات الحرارة عادة في الكويت مرتبط ارتباطا وثيقا بهبوب الرياح الشمالية حتى في أيام الصيف الحارة حيث نلاحظ انخفاض درجات الحرارة مع هبوبها وهذه الرياح تجعل السماء صافية وخالية من الغيوم ولذلك يقول الأجداد رحمة الله عليهم جميعا في أهازيجهم وغنائهم في البحار «انظر إلى الغيم إلى هب الشمال انزاح».

ويحدث العكس، فعندما تهب الرياح الجنوبية أو الرياح الشرقية والتي تعرف محليا برياح الكوس أو الكوس المطلعي ترفع من درجات الحرارة وتزيد من النسبة المئوية للرطوبة فيكون الجو حارا في الصيف ويكون دافئا في الشتاء مثل هذه الفترة بسبب هبوب رياح الكوس الجنوبية والتي ترفع من درجات الحرارة التي تكون فيها درجات الحرارة في هذه الأيام بسبب الرياح الجنوبية بين (24-19) درجة مئوية.

وارتفاع الحرارة شامل لكل الكرة الأرضية وليس مقتصرا على الكويت أو شبه الجزيرة العربية وجاء نتيجة للاحتباس الحراري والذي يعرف باللغة الإنجليزية Global warming ويعني ازدياد درجة حرارة سطح الكرة الأرضية كلها نتيجة زيادة كمية غاز ثاني أكسيد الكربون، وكذلك غاز الميثان، وبعض الغازات الأخرى في الجو.

وهذه الغازات مجتمعة ساهمت في ارتفاع درجة حرارة سطح الكرة الأرضية هذا الارتفاع في درجة سطح الأرض عرف باسم الاحتباس الحراري، فقد لوحظ ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض والهواء المحيط بها بمقدار أكثر بقليل من ربع درجة مئوية منذ منتصف القرن العشرين مع استمرار تصاعدها أكثر من ذلك، وقد توصل العلماء الى أن هذه الزيادة جاءت نتيجة وجود الغازات الساخنة التي تسبب في وجودها الممارسات البشريـــة الخاطئة بالإضافة الى التطور الحضاري وتقدم التكنولوجيا في العالم، في حين أن الظواهر الطبيعية مثل البراكين وأشعة الشمس الدافئة كان لها تأثير صغير في هذا الارتفاع منذ عصور ما قبل النهضة الصناعية حتى عام 1950 كما توقع العلماء ارتفاعا في درجة حرارة الأرض خلال الفترة من سنة 1990 حتى سنة 2100 بمقدار (1.4-5.8) درجة مئوية أي بمتوسط يبلغ (3.6) درجات مئوية أي ان المعدل السنوي هو (0.036) من الدرجة المئوية وهذا الارتفاع يؤدي بالتالي الى انصهار وتحول كتل الجليد الهائلة والموجودة في القطبين الشمالي والجنوبي إلى مـــاء وبكميات كبيرة الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع منسوب سطح البحر بحيث تغطي مياه البحر العديد من المدن الساحلية والجزر ذات الارتفاعات المنخفضة، فالأمر في غاية الخطورة ولذلك لا غرابة في اجتماع زعماء العالم لتدارس هذا الموضوع، فارتفاع منسوب ماء البحر سوف يكون مكلفا جدا على ميزانيات الدول.

أما بالنسبة إلى حالة الغبار فإنه من الطبيعي إذا قلت كمية المطر الساقطة أو انعدمت وأصبحت سنة جفاف أو (سنة محل) كما كانت تسمى في الماضي فان نسبة زيادة الغبار تكون عالية فمع أية هبة هواء نشطة يتطاير العجاج والأتربة في الجو ولذلك من المرجح أن يتطاير الغبار في هذه السنة وبنسبة عالية جدا بسبب قلة الأمطار والعكس صحيح إذا زادت كمية المطر فإن نسبة هبوب الغبار سوف تنخفض وتقل عن ذلك، فالمطر عند سقوطه ينبت العشب، والعشب في هذه الحالة يزيد من ترابط التربة وتماسكها فكلما زادت كمية المطر زادت الأعشاب في البر وكما يقولون يكثر الربيع خصوصا (ويشبع الطلي من الضحى) إذا كانت الأرض موسمه (أي أن أمطارها سقطت في فترة الوسم).

وأخبرنا أجدادنا في الماضي أن (الكمأة) أو الفقع تنبت أو تظهر في أماكن معينة ومحددة، رمالها ذات خصائص محددة حيث لا يظهر (الكمأة) أو الفقع إلا في هــــذه الأماكن وفي أمطار تسقـــط في زمن محدد، فـ (الكمأة) أو الفقع تظهر مع سقوط الأمطار خلال فترة (نوء الغفر) وهو النوء الثالث من الوسم أي من بعد اليوم العاشر من شهر نوفمبر ومن المعروف أن فترة الوسم تبدأ 15 أكتوبر من كل عام ولكن الأمطار التي تسبب ظهور (الكمأة) أو الفقع تأتي بعد 26 يوما من دخول الوسم فأمطار (نوء الغفر) والذي كما ذكرنا يبدأ 10نوفمبر وأول (10) أيام من المربعانية تبدأ في5 ديسمبر وتعتبر هذه الفترة من يوم (5-15) ديسمبر هي من أيام فترة الوسم حيث تكون هذه الأيام مشابهة لأيام الوسم وكما كانوا يقولون (تأخذ مواخيذ الوسم).

كما نشير فلكيا الى أن هذه الفترة حاليا وهي فترة دخول فصل الشتاء الذي تكون بدايته مع بداية نوء القلب يوم 20 ديسمبر وهو النوء الثاني من المربعانية حيث تكون بداية نوء القلب متزامنة مع ظهور النجم الأحيمر والذي هو مؤشر على نهاية الرياح العاصفة أو النشطة والتي تعرف بضربة الأحيمر وهي مشابهة لضربة السرايات حيث ان هبوب رياحها النشطة يكون في الفترة المسائية من اليوم.

ولكن مع ظهور النجم الأحيمر الذي سوف يشاهد فجرا في الكويت بالجنوب الشرقي في الساعة (5:30) صباحا يتزامن مع ظهور المذنب ليونارد في الجنوب الغربي وسيكون ظهوره مع فترة صلاة العشاء وموقعه في الجهة الغربية من كوكب الزهرة وهذا المذنب يستحق المشاهدة لأنه عندما يغيب لن يعود إلى سماء الأرض إلا بعد 80 ألف سنة.

ولكن بالنسبة للوضع الفلكي لهذه الفترة الحالية والتي تمر علينا نجد فيها أن طول فترة النهار تبلغ نحو (10:16) ساعة، كما تبلغ فترة طول الليل نحو (13:44) ساعة وهي الفترة التي يبلغ فيها الليل اقصى طول له وتستمر هذه الفترة والتي يكون فيها الليل بأقصى طول له بمدة تبلغ نحو (8) أيام من 13/12 في 21/12 وهو اليوم الذي يبلغ فيه الليل أقصى طول له مع تعامد الشمس على مدار الجدي جنوب خط الاستواء حتى يوم 25/12 مع تغير في هذه الفترة في أوقات شروق الشمس وغروبها ولكن يبقى طول النار والليل ثابتا لا يتغير.

ثم بعد يوم 25 ديسمبر يبدأ النهار يطول ويكون طوله في يوم 26/12 في كل عام (10:17) ساعة ويأخذ من طول الليل دقيقة واحدة في كل يوم من بعد هذا التاريخ بحيث تبلغ فترة طول الليل نحو (13:43) ساعة.

وفي يوم 16 مارس سيتساوى طول الليل مع طول النهار في الكويت والمناطق القريبة منها ولكن يتساوى طول الليل مع طول النهار في كل العالم في اليوم الذي تتعامد فيه الشمس على خط الاستواء فالشمس تتعامد في يوم 21 مارس وفي يوم 22 سبتمبر حيث يتساوى في هذين اليومين عالميا طول الليل مع طول النهار.

وفي يوم 22 يونيو من كل عام يبلغ النهار أقصى طول له مع تعامد الشمس على مدار السرطان شمال خط الاستواء.