آخر الأخبار
آلاف المواطنين أحيوا «عاشوراء» باستذكار تضحيات سيّد شباب أهل الجنة
Friday, August 20, 2021
آلاف المواطنين أحيوا «عاشوراء» باستذكار تضحيات سيّد شباب أهل الجنة

أقامت مجالس ذكر أهل بيت النبوة، عليهم السلام، والحسينيات مراسم عزاء العاشر من شهر محرم الذي شهد واقعة كربلاء (الطف) عام 61 هجرية والتي استشهد فيها سيد شباب أهل الجنة الإمام سبط النبي صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين «الحسين بن علي بن أبي طالب» عليهما السلام، وهي حدث تاريخي يحييه المسلمون في كل عام، حيث يتشح المعزون بالسواد تعبيرا عن حزنهم الذي يخيم على الأجواء بشكل عام، وتتعالى الأصوات بالنحيب والبكاء من قبل مختلف الفئات العمرية رجالا ونساء في مجالس ذكر أهل البيت عليهم السلام وفي الحسينيات والمساجد منذ الصباح الباكر حتى إلى ما بعد صلاة الظهر من يوم أمس لإحياء ذكرى الفاجعة الأليمة بأرض كربلاء، وما أحاط يومها من مصاب بسيد شباب أهل الجنة، ومن تبعه من أصحابه الغر الميامين وأهل بيته الطيبين الطاهرين وعوائلهم التي أثكلت بتلك الفجيعة.

وكان تنسيق وتنظيم وزارة الداخلية ممثلا برجال الأمن جليا يشهد له الجميع، حيث تم تنظيم عملية وصول المعزين عبر الطرق المختلفة ودخولهم وخروجهم من الحسينيات في كل أنحاء البلاد، وقد تواجدت القوى الأمنية منذ الليلة الماضية، وباشروا بوضع الحواجز في بعض الطرقات لمنع دخول السيارات حرصا على سلامة المعزين والتنسيق مع المنظمين في الحسينيات والمساجد على تفتيش المعزين، حفاظا على سلامتهم من أي سوء ومكروه، كما قامت معظم الحسينيات بتجهيز الطعام وتوزيعه على الناس، مع توزيع العصائر والمشروبات الساخنة في المساحة المخصصة في الباحة الخارجية للحسينية.

ذكريات أليمة

بدأت مراسم العزاء بتلاوة القرآن الكريم، ثم قرأ خطباء المنابر الحسينية ما حدث في واقعة الطف في كربلاء بعد أن رفعوا عمائمهم من على رؤوسهم احتراما وإجلالا للإمام الحسين، وأي ظلم وجور وقع لآل بيت النبي، وكيف كان حالهم في مثل هذه السويعات، فلم يجد الحاضرون لإحياء العزاء إلا فيض الدموع ليفرغوا ما بداخلهم من أحزان وآهات لما جرى للحسين عليه السلام وأصحابه وعائلته، وبعدها توجهت الجموع الغفيرة بالدعاء والتوسل إلى الله عز وجل في هذا اليوم، حيث لم يفت الخطباء في دعائهم ذكر الكويت والدعاء بحفظها وشعبها من كل مكروه، وأن يجعلها واحة أمن وأمان ببركة مجالس الحسين عليه السلام.

وقد أكد خطباء المنابر الحسينية أن الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه قضوا ليلة العاشر من المحرم في الصلاة والدعاء، وقراءة القرآن، وكان لهم دوي كدوي النحل، كما كانوا يصلحون سيوفهم ورماحهم، استعدادا للقاء الله تعالى عند استشهادهم، لافتين إلى أن الإمام الحسين طلب في صباح يوم العاشر إتماما للحجة على أعدائه من جيش يزيد، أن ينصتوا إليه لكي يكلمهم، إلا أنهم أبوا ذلك، وعلا ضجيجهم، وفي النهاية سكتوا، فخطب فيهم معاتبا لهم على دعوتهم له، وتخاذلهم عنه.

وأشار خطباء المنابر الحسينية إلى أن الإمام الحسين عليه السلام عاد يوم العاشر مرة أخرى على ظهر فرسه، ووقف أمام الجيش الأموي، وخاطبهم قائلا: أما بعد، فانسبوني فانظروا من أنا؟ ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، فانظروا هل يحل لكم قتلي؟ وانتهاك حرمتي؟ ألست ابن بنت نبيكم صلى الله عليه وسلم، وابن وصيه وابن عمه، والمصدق لرسوله بما جاء من عند ربه؟ أو ليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أو ليس جعفر الشهيد الطيار ذو الجناحين عمي؟ أو لم يبلغكم قول مستفيض فيكم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي ولأخي «هذان سيدا شباب أهل الجنة»، فلم يستجب له أحد، ثم خاطبهم قائلا «أما ترون سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولامة حربه وعمامته علي»؟ قالوا: نعم، فقال عليه السلام «لم تقاتلوني»؟ أجابوا: طاعة للأمير عبيد الله بن زياد.

وقد أشار الخطباء إلى واقعة قتل الحسين، لافتين إلى أن الشيطان استحوذ على عمر بن سعد قائد الجيش فوضع سهمه في كبد قوسه، ثم رمى مخيم الإمام الحسين عليه السلام وقال: اشهدوا أني أول من رمى، فتبعه جنده يمطرون آل الرسول صلى الله عليه وسلم بوابل من السهام، فعظم الموقف على الإمام الحسين عليه السلام، ثم خاطب أصحابه قائلا «قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابد منه، فإن هذه السهام رسل القوم إليكم» فلبوا رضوان الله عليهم النداء، وانطلقوا كالأسود يحاربون العدو، فاستمرت رحى الحرب تدور في ميدان كربلاء، وبدأ أصحاب الحسين عليه السلام يتساقطون الواحد تلو الآخر، وقد أرهقوا جيش العدو، وأثخنوه بالجراح، فتصايح رجال عمر بن سعد: لو استمرت الحرب بيننا، لأتوا على آخرنا، لنهجم عليهم مرة واحدة، ولنرشقهم بالنبال والحجارة، واستمر الهجوم والزحف نحو من بقي مع الإمام الحسين عليه السلام، وأحاطوا بهم من جهات متعددة، فتعالت أصوات ابن سعد ونداءاته إلى جيشه، وقد دخل المعسكر يقتل وينهب، ويقول: احرقوا الخيام، فضجت النساء، وتصارخ الأطفال، وعلا الضجيج، وراحت ألسنة النار تلتهم المخيم، وسكانه يفرون فزعين مرعوبين، فلم يهدأ سعير المعركة، وراح من بقي من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته، يستشهدون الواحد تلو الآخر، فاستشهد ولده علي الأكبر وأخوته، وأبناء أخيه وابن أخته، وآل عقيل وآل علي، وهم يتناثرون في أرض المعركة، وكذا بدأ شلال الدم ينحدر على أرض كربلاء، وصيحات العطش والرعب تتعالى من حناجر النساء والأطفال، فركب الإمام الحسين عليه السلام جواده، يتقدمه أخوه العباس عليه السلام، وتوجه نحو نهر الفرات، ليحمل الماء إلى العيال، فحالت حشود العدو دونه، فأصبح هو في جانب وأخوه في جانب آخر، وكانت للبطل الشجاع أبي الفضل العباس عليه السلام صولة ومعركة حامية، طارت فيها رؤوس، وتساقط فرسان، وهو يصول ويجول في ميدان الجهاد، بعيدا عن أخيه، حتى خر صريعا سابحا بدم الشهادة.

وتعلق قلب الإمام الحسين عليه السلام بمخيمه، وما خلفت النار والسيوف بأهله وحرمه، فراح عليه السلام ينادي، وقد طوقته قوات الأعداء وحالت بينه وبينهم، فصاح بهم «أنا الذي أقاتلكم وتقاتلوني، والنساء ليس عليهن جناح، فامنعوا عتاتكم وجهالكم وطغاتكم من التعرض لحرمي ما دمت حيا»، إلا أنهم استمروا في هجومهم على المخيم، ولم يعبأوا لكلامه عليه السلام.

فاستمر الهجوم عنيفا، والإمام عليه السلام منهمكا في قتال أعدائه، إلى أن سدد له أحد الأجلاف سهما، استقر في نحره الشريف، ثم راحت السيوف والرماح تنزل عليه كالمطر الغزير، فلم يستطع عليه السلام مقاومة الألم والنزف، فوقع على الأرض، ولم يكفوا عنه، لأن روح الحقد والوحشية التي امتلأت بها جوانحهم لم تسمح بذلك، بل راح الملعون شمر بن ذي الجوشن، يحمل سيفه ليقطع غصنا من شجرة النبوة، وليثكل الزهراء عليها السلام بأعز أبنائها، ففصل الرأس الشريف عن الجسد، ليحمله هدية للطاغية يزيد.. وهنا تعالت أصوات المعزين وبأعلى أصواتهم «يا حسين.. يا مظلوم.. يا شهيد».

لقطات

٭ حرص أصحاب الحسينيات على الالتزام بالاحترازات الصحية والتباعد.

٭ أحضر عدد من المعزين المياه الباردة لتوزيعها على الحضور.

٭ حرص المعزون على التعاون التام مع رجال الداخلية وتنفيذ تعليماتهم.

٭ خصصت بعض الحسينيات متخصصين بلغة الإشارة لذوي الاحتياجات الخاصة.

٭ تواجدت سيارات الإسعاف والإطفاء ومنتسبو الدفاع المدني عند الحسينيات.

لجنة الحسينيات تشكر القيادة السياسية

قالت لجنة الحسينيات والمجالس الكويتية التي أحيت شعائر عاشوراء سيد الشهداء الإمام الحسين: لا يسعنا إلا أن نتقدم لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وإلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد وإلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد وإلى وزير الداخلية بالشكر والتقدير والامتنان وكذلك إلى جميع الوكلاء وقيادات وأفراد وزارة الداخلية الأبطال، الذين بذلوا جهدا مميزا بتفان واقتدار، وتحملوا عبء واجبهم الوطني ومسؤولياتهم الجسام، للحفاظ على سلامة الحسينيات وروادها في كل مناطق الكويت وضواحيها، في هذه الظروف الأمنية الاستثنائية الخطيرة.

وتابعت: ولا يفوتنا أن نتقدم كذلك بالشكر والتقدير للمتطوعين والمتطوعات الذين تعاونوا مع رجال الأمن في هذا الشأن الديني والوطني، مضحين بأوقاتهم وراحة أسرهم، وكذلك الشكر إلى نواب مجلس الأمة، ورجال المطافئ، وطواقم بنك الدم والإسعاف الطبي، والى البلدية، وإدارة الوقف الجعفري، وكل مؤسسات الدولة وإلى رجال الإعلام الذين سعوا إلى إبراز هذه الفعاليات الثقافية الدينية، وأوصلوا رسالتهم في دعم وحدة النسيج الكويتي وإلى جيران الحسينيات، وكل المواطنين الذين تحملوا تبعات الإجراءات الأمنية عن طيب خاطر، وأكدت أن ما قامت به هذه الأيدي الكريمة والنفوس العظيمة من جهد وتضحيات، هو محل إعزاز وتقدير واحترام من الجميع.

فباسمنا جميعا من صغار وكبار، نساء ورجال، نشكرهم، ونشد على أيديهم، وندعو الله تعالى أن يثيبهم ويرفع من شأنهم، ويرزقهم خيري الدنيا والآخرة ونرفع أيدينا جميعا مبتهلين إلى الباري عز وجل أن يحفظ وطننا الكويت، أميرا وحكومة وشعبا، وان يجنب الكويت وأهلها كل سوء، وان يجمعنا جميعا على الوحدة، ويمنع عنها الفرقة، إنه سميع مجيب.

الملا: الحسين سيظل قدوة ونبراساً للأحرار

قال النائب السابق صالح الملا: كانت ثورة الحسين ملحمة جسدت كل قيم ومعاني البسالة والتضحية، وسطرت دروسا في الثبات على المبدأ مهما عظمت المخاطر واشتدت، لذلك لم يكن الحسين يوما رمزا لفئة أو جماعة، ولا مآثره وسيرته ملكا لدين أو مذهب بل كان وسيظل قدوة ونبراسا لكل الأحرار.

العبدالرحيم: مبادئ وقيم الحسين يجب أن تنعكس على سلوك الفرد في حياته

قال أمين اللجنة المركزية للحركة التـقدمية أســامة العبدالرحيم: نعزي الإنسانية جمعاء بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، إذ نستذكر هذه الملحمة البطولية لنستلهم قيم الشجاعة والوقوف بوجه الظلم والفساد حتى تسود العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، مضيفا أن إحياء ذكرى عاشوراء يجب أن ينعكس على سلوك الفرد في حياته اليومية بمقاومته للظلم والتعبير عن هموم الناس والدفاع عن حقوق المحرومين والمظلومين.

طلبة في الخارج أحيوا «عاشوراء»

أحيا عدد من طلبة الكويت المبتعثين في عدة دول ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، من خلال ذهابهم إلى الحسينيات، ومشاركتهم مع الجاليات المسلمة هناك هذه الذكرى الأليمة، وحرصوا على تقديم صورة مشرفة للشعب الكويتي بالالتزام بالقوانين المعمول بها في كل بلد على حدة.


 
 
 
 

اقرأ أيضا بنفس القسم
deneme bonusu
bonus veren siteler
دراسة : يساعد على افراز عوامل نمو الاعصاب و حث المبيض على افراز بويضات عديدة
deneme bonusu
bonus veren siteler
علماء : تعريض الشخص لكميات من حبوب الطلع من نباتات المنطقة التي يعيش فيها تساعد على تكوين أجسام مضادة
deneme bonusu
bonus veren siteler
في إطار الحرص على دعم المبادرات الوطنية التي تسهم في تطوير العملية التعليمية في البلاد.
deneme bonusu
bonus veren siteler
دراسات تشير إلى أهمية صمغ النحل (البروبليس) في مقاومة الالتهابات والتخلص من الخلايا الهرمة وتعزيز الخصوبة