أحيت الحسينيات ومجالس ذكر أهل البيت عليهم السلام ليلة التاسع من محرم بإحياء ذكرى استشهاد علي الأكبر ابن الإمام الحسين عليه السلام وأول من استشهد في سبيل الله بين يدي الحسين عليه السلام في كربلاء.
وفي حسينية المشموم (الرضوية)، ارتقى المنبر سماحة الشيخ أحمد النصيراوي ناعيا أول شهداء واقعة الطف الأليمة علي الأكبر ابن الإمام الحسين عليهما السلام، ثم قال: ان البكاء على الحسين عليه السلام أفضل شعيرة من الشعائر، والبكاء أنواع، منه بكاء الخوف أو الذل أو الخنوع مثل التماس السجين للسجان ليخلصه من السجن، وهناك أيضا بكاء الخدع أو التزوير أو ما يسمى بالعامية بكاء التماسيح، وهناك نوع اسمه بكاء الندم كبكاء الإنسان على عمل معصية وهو نوع محمود، وأيضا هناك بكاء الشوق أو الاشتياق وهو أيضا محمود، ويوجد أيضا بكاء الشوق على فوت الفضيلة كما ذكر القرآن ان جماعة تم إعفاؤهم من الجهاد وجاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم يريدون الالتحاق بالجهاد فبكوا على فوت هذه الفضيلة عليهم، ونحن عندما نبكي على الحسين عليه السلام نبكي بكاء فوت الفضيلة، لأننا نقول يا ليتنا كنا معكم، وهناك نوع اسمه بكاء الألم والرقة والحنان لأن الانسان به احاسيس وعاطفة وهذه العاطفة بأعلى مراتبها تجدها عند محمد وآل محمد عليهم السلام، مشيرا إلى ان القلوب تقسو بكثرة الذنوب، والبكاء في مآتم أبي عبدالله الحسين عليه السلام نعمة كبيرة لأنها تغسل القلوب وتطهرها، خاصة اننا في كل ليلة نصرخ طالبين رحمة الله الواسعة والأمن والأمان للأمة الإسلامية.
وأضاف النصيراوي: ان علي الأكبر عليه السلام أشبه الناس خلقا وخُلقا بجده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ابرز أدواره في كربلاء الحفاظ على امام زمانه وهو زين العابدين سلام الله عليه من بعد الحسين عليه السلام، وحينما حضر الأعداء كان لديهم قائمة بالاسماء المطلوبة ابرزها الحسين وعلي بن الحسين عليهما السلام، وقد برز لهم علي الأكبر قائلا «أنا علي بن الحسين».
وتابع: ان علي الأكبر كان ذو خلق رفيع وذو هيبة، وعندما أراد البروز للقتال قالت له بعض النساء إلى من تكلنا، لأنهن أيضا كن يعتقدن انه المعصوم من بعد الحسين، وحينما دخلوا على ابن زياد ومعهم العليل الإمام زين العابدين سأل من هذا؟ فرد الؤمام «انا علي بن الحسين».
وفي حسينية عاشور، ارتقى المنبر سماحة الشيخ عبدالله ملا هادي ناعيا علي الأكبر عليه السلام، قائلا: ان من السمات المفترض ان يكون عليها المجتمع الحسيني ارتفاع المستوى الثقافي للتفقه بالدين وتعليم الاطفال على الدين واصوله، ومنها أيضا اخطر الميادين التي نسلط الضوء عليها هو الاتجاه السلوكي للمجتمع الحسيني، حيث هناك سلوكيات عامة مثل ان تكون من ابرز سمات الشباب الحسيني التدين بالعفة وغض البصر، وبالمقابل النساء ان تمتاز بالحياء في أسلوب حياتها وردائها وعدم تقبل العلاقات المحرمة بين الجنسين بمختلف اعمار المجتمع وتصنيفاته واكثر الحالات التي تنجر إلى هذا تكون تحت مسمى الحب أو الخطبة، والصحيح لو ارادوا الارتباط يجب ان يكون الغطاء شرعيا بالزواج وليس فقط بنية الزواج فقط تكون هناك علاقة بينهما، والحديث الشريف ورد فيه «قلوب قد خلت من ذكر الله فأذاقها الله حب غيره»، وهذا أمر خطير جدا فالوصف وصل لحد حب غير الله عز وجل وبالزواج هناك نظرة شرعية وهذا هو الحد الأقصى فقط ولا يجوز أي شيء فوق ذلك.
وتابع هادي: لو نظرنا للدين لوجدنا ان الحديث عن هذه المفاهيم اعظم من نظرتنا بكثير فالله عز وجل قال (وجعلنا بينكم مودة ورحمة) انها آيه من آيات الله بأصولها وغطائها الشرعي وهو الزواج، والإسلام وضع مقاييس الحب بالمجتمع بعمق ولكن توظيفها لا يصح إلا بعقد الزواج الشرعي، مشيرا إلى ان العلاقات بالعمل بين الجنسين لا يجب ان تتعدى حدود العمل الرسمي فقط ولا يصح ان تتطور إلى حد المزاح أو الضحك أو الخوض فيما لا يخص العمل.
وزاد هادي ان حجاب المرأة المؤمنة هو ستر كل بدنها ماعدا الوجه والكفين وإظهار الوجه دون مظاهر التجمل (المكياج) واليد لا يجب ان تكون ملفتة للنظر مثل طلاء الأظافر ووضع الزينة بالأصابع، ويجب ان تكون المرأة مقتنعة بلبس الحجاب وتحب الله عز وجل وتطبق ما نص عليه الله عز وجل بشأن حجابها، ولا يكفي ان نحب الله عز وجل ولا نطبق نصوصه أو نكتفي بالنظافة القلبية فقط، فالحجاب كرامة كبيرة للمرأة من عند الله عز وجل.
وأشار هادي إلى ان هناك من يقول ان الحجاب ليس واجبا إنما مستحب وهذا مخالف للقرآن الذي قال (وما آتاكم الرسول فخذوه) والرسول صلى الله عليه وسلم كلامه وحي يوحى، وإذا أمر رسولنا صلى الله عليه وسلم بشيء علينا تنفيذه دون جدال، كما قال الله عز وجل (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) ومعنى الجلباب حسب اختلاف التفاسير انه خمار يستر رأس المرأة ووجهها أو ستر اكبر من الخمار يستر الرأس والصدر أو يستر البدن كله ويغطي الثياب، وكل هذه التفسيرات تعني غطاء الرأس وتختلف فقط بمدى طوله، وقال الله تعالى (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن)، مؤكدا ان ذلك مسؤولية الأب وعليه ان يعلم ابنته على لبس الحجاب من سن 9 سنوات كما يعلمها الصلاة.