تطعيم الأطفال ضد فيروس «كورونا» أصبح حقيقة فعلية في عدد من الدول التي منحت إذن تطعيم الصغار في أعمار مختلفة لتحصينهم ضد الفيروس، فهناك دول سمحت باستخدامه لمن هم حتى 18 عاماً، بينما سمحت دول أخرى بإعطائه لمن هم في سن 12 إلى 15 عاما، وهناك من اتخذ خطوة أكثر جرأة والسماح به في سن أصغر حتى قبل دخول المدارس، حيث سمحت الصين بالاستخدام الطارئ للقاح فيروس كورونا للأطفال التابع لشركة «سينوفاك» لتصبح أول دولة كبرى تمنح الموافقة للأطفال الذين لا تزيد أعمارهم على 3 سنوات، وفقا لما ذكرته وكالة «بلومبيرغ» الأميركية.
وتأتي هذه الخطوة وسط تقارير تفيد بأن الأطفال المصابين بهذا المرض يكونون مُعديين مثل البالغين، وكما هو متعارف عليه، فإن تطعيم الأطفال إجراء اعتيادي ومقبول على نطاق واسع ضد أمراض الحصبة والنكاف وشلل الأطفال والدفتيريا وأنواع متعددة من التهابات السحايا والسعال الديكي.. والقائمة تطول.
وعملية التطعيم تبدأ من عمر لا يتجاوز بضعة أسابيع! في الكويت، شرعت السلطات الصحية بتطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما باللقاح المضاد لمرض فيروس كورونا المستجد، استعدادا لاستئناف الدراسة في المدارس سبتمبر المقبل، فهل هناك تقبُّل من الأهالي لإعطاء اللقاح لأطفالهم؟ وهل هناك مخاوف من اللقاح؟ وماذا عن منع الأطفال فوق 12 عاما من السفر في حال عدم تلقيهم اللقاح؟ جميع هذه التساؤلات حاولت «الأنباء» التوصل إلى معرفة إجاباتها، من خلال جولة في مراكز التطعيم، وأخذ آراء عدد من الأهالي حولها وقد لمسنا ثقة كبيرة من المشاركين في هذا التقرير لتحصين الصغار مقابل تحفظ نسبي غير محدد الأسباب، فإلى التفاصيل:
قال عبدالله الدخيل أنا أؤيد تطعيم الأطفال وهو أمان لهم أكثر ولا يوجد أي تخوف وجميعنا أخذنا اللقاح ولم يؤثر علينا سلبا بأي شكل أبدا، وبالنسبة للأطفال فهذا اللقاح مثله مثل اللقاحات الأخرى، وبالنسبة لقرار السفر، كيف أسافر وأترك عيالي عرضة للإصابة؟ مضيفا أن اللقاح أضمن للجميع ولا خوف منه أبدا ولن تقوم الدولة بتشريعه إذا لم تكن لديها الدراسات الطبية الكافية عن آثاره.
بدورها، قالت غنيمة ميرزا إنه لا خوف من اللقاح ولقد تلقى عيالنا اللقاح ولم يتأثروا سلبا منه، أما بالنسبة للسفر والقرارات المتعلقة بمنع الأطفال فوق 12 عاما من السفر إذا لم يكونوا قد تلقوا اللقاح، فأنا لست مع السفر للكل الكبار والصغار وأشعر بأن الوضع الصحي حتى الآن غير مستقر ولا داعي للسفر إلا للضرورة القصوى.
بدوره، قال إبراهيم جاد ان لقاح الأطفال ضروري وأنا أعطيته لأطفالي ووزارة الصحة أجرت دراسات كثيرة عن اللقاح وهم أدرى بصحة الجميع، ولكن أغلب الناس أصبحت لديها تخوفات وكثرت الشائعات وهذا ما سبب بلبلة في الموضوع.
خطوة مطلوبة
من جانبه، قال حمدان الشمري إن الأقاويل كثرت عن لقاح الأطفال ولكن برأيي الشخصي إنه لا خوف منه فأغلب البلدان شرعته والكويت ووزارة الصحة لن تشرعه إن كان فيه أي ضرر ولكن الإشاعات كثيرة والأشخاص الذين اصبحوا يتكلمون ليس لديهم اختصاص وليس لديهم أي علم ودراية بالموضوع سواء عن لقاح الأطفال أو الكبار وهناك من هم ضد اللقاح ككل، ولكن أنا برأيي أن التطعيم للأطفال ضروري بالأخص أن المدارس على وشك أن تبدأ وهذا تحصين ضروري لهم من أي عدوى ممكن أن يتعرضوا لها في المدرسة او في الاختلاط.
بدوره، قال إبراهيم أشكناني أنا مع اللقاح لأنه يحميهم من العدوى، ولا داعي للتخوف لأن وزارة الصحة والدولة لديها خلفية أكبر وهي تعمل لخدمة وصالح وصحة المواطنين والمقيمين ولن تغامر بصحتهم إذا كان هناك أي ضرر أو آثار سلبية من تلقي اللقاح.
وفي الإطار ذاته، قال أحمد عصمت إن اللقاح ضروري وبالأخص مع اقتراب افتتاح المدارس خاصة أن الفصل سيكون فيه اختلاط بين عدد كبير من الأطفال، ولكن يجب أن يكون مدروسا جدا، ويعرف نوع اللقاح الذي يناسب أعمار الأطفال وان يكون هناك تنظيم وان يعطى لنفس الأعمار الكبيرة في الأولوية ومن بعدها الأطفال أما بالنسبة لمنع سفر الأطفال غير المتلقين للقاح فإذا الأهل تلقوا اللقاح والطفل لم يأت دوره بعد فما العمل؟! ولهذا يجب أن تكون هناك خطة مدروسة بشكل منظم ومناسب للجميع.
تحفظ نسبي
ورغم هذه الثقة التي لمسناها من معظم من التقيناهم، إلا أن فارس عبدالله كان غير متحمس لتطعيم الأطفال، وقد عبر عن ذلك بقوله: أطفالي أصغر من 12 عاما، وأنا الآن لست مع ذلك كثيرا ولست مضطرا لأن أعطيه لأطفالي والى حين أن يصبحوا في العمر المحدد للقاح سيكون هناك وقت لتظهر آثار اللقاح ويتضح ما إذا كان قرار تطعيمهم سليما وبالأخص في أجواء افتتاح المدارس والاختلاط بين الأطفال ممكن أن يكون لمصلحتهم.
عالية جعفر، هي الأخرى تعارض خطوة تطعيم الأطفال، ولذا قالت لـ«الأنباء»: أنا لست مع لقاح الأطفال ولن أعطيه لأطفالي نحن كبرنا ولا مشكلة ولكن أطفالي في عمر صغير والمستقبل أمامهم وأخاف عليهم من أي آثار ممكن أن تحصل معهم، وبالنسبة لقرار منع سفر الأطفال فوق 12 عاما غير المطعمين فلا مشكلة في الوقت الحالي سأنتظر في الديرة ولا داعي للسفر فصحة أطفالي هي الأهم.
نصحت الجميع بتسجيل أبنائهم تزامناً مع الاستعدادات لعودة المدارس
الحقان: اللقاح «آمن» للأطفال وتم اعتماده بعد دراسات عالمية
أشادت اختصاصي أول طب أطفال بمستشفى جابر الأحمد د.دانة الحقان بخطوة تطعيم الأطفال من الفئة العمرية 12 حتى 15 عاما، مشيرة إلى أن اللقاح المخصص لهذه الفئة العمرية هو لقاح «فايزر»، وذلك لأن الدراسات المعتمدة من قبل منظمة الغذاء والدواء الأميركية تمت على هذا اللقاح.
وأشارت د.الحقان الى أن اللقاح «آمن» لفئة الأطفال وهو فعال وتم اعتماده بعد دراسات عالمية وبعد ظهور نتائجها، ناصحة الجميع بتسجيل ابنائهم تزامنا مع بداية العام الدراسي الجديد، وذلك لعودة اطفالنا للمدارس بأمان وراحة وهي بداية للأطفال ليكونوا في جو آمن خاصة مع تطعيم الكوادر التعليمية.
وبينت أن هناك صعودا في حالات الأطفال بسبب إصابتهم بـ «كوفيد-19»، لافتة إلى انه لا طالما هناك وجود انتشار للفيروس وعدوى بين الناس فإن الفيروس يتحور، وليس لدينا علم عن شراسة الفيروس مع التحورات القادمة، قائلة: المتحور «دلتا» ملأ «العناية» بالشباب غير المحصن، وننصح بتطعيم جميع الفئات ومن بينها الفئة العمرية من 12 حتى 15 عاما.
وبالنسبة لما يتم تداوله من حدوث التهاب في عضلة القلب وارتباطه بالتطعيمات، قالت د.الحقان: إلى تاريخنا هذا لا يوجد ما يثبت السببية في ربط التهاب عضلة القلب مع التطعيمات، موضحة أن التهاب عضلة القلب يمكن أن يسببه مرض «كوفيد-19» وتم علاج بعض المرضى ممن حدثت لهم هذه المضاعفات، وهذا متوقع مع الالتهابات الفيروسية وخاصة التي تصيب الأطفال، فلا يعتبر التهاب عضلة القلب مقتصرا على «كوفيد-19»، والأهم هو التشخيص المبكر والعلاج المبكر للمريض.
وذكرت د.الحقان انه للعودة إلى الحياة الطبيعية يجب الالتزام بالاشتراطات الصحية وعدم التهاون في ظل انتشار الفيروس، كما يجب الابتعاد عن التجمعات، وتلقي التطعيمات، الأمر الذي يقلل من نقل العدوى وانتشار الفيروس ويمنع حدوث الطفرات والتحولات، ويقلل عدد الإصابات ودخول المستشفى والعناية المركزة، قائلة: «نعيد بحذر».