تحدث الخبير الفلكي عادل المرزوق عن اقتراب انكسار موجة الحر الشديد التي تلف المنطقة وأجواء الرطوبة و«دلوق سهيل» وماهية هذا النجم «سهيل» ومتى يظهر في السماء وأفضل الأوقات لرؤيته حيث إن ظهوره إيذان بانخفاض درجات الحرارة.
وبين الخبير الفلكي موعد انتهاء نوء المرزم وبداية نوء النثرة أو الكليبين وما هي أجواء طقس الكويت في هذه الفترة إضافة إلى حركة الرياح وحالة البحر وهنا التفاصيل:
وردت إليّ من منذ فترة مكالمات ورسائل نصية عن طريق الواتساب من بعض الأصدقاء تتساءل عن دلوق نجم سهيل: هل تاريخ أغسطس هو الموعد الصحيح لظهور هذا النجم في منطقة شبه الجزيرة العربية؟ ويتساءلون عن معنى كلمة دلوق، فرجعت إلى المعاجم العربية لكي أتأكد من صحة الكلمة وهل هي كلمة عربية صحيحة فوجدت في معاجم اللغة العربية أن كلمة دلوق هي كلمة عربية صحيحة كأن نقول اندلق الحليب يعني انصبّ وانسكب وكانت تستخدم في اللهجة الكويتية في الماضي كأن يقال «اندلق مني الماعون وطاح» واندلقت الخيول يعني ركضت وخرجت بسرعة وكذلك اندلق عليهم السيل يعني أتاهم السيل بسرعة.
وكلمة سهيل هي كلمة عربية صحيحة لاسم رجل وهي تصغير لكلمة «سهل» وهي الأرض المستوية الممتدة وغير الوعرة كما أن كلمة سهيل تعني الرجل سهل المعاملة، وكما تعني هذه الكلمة هو نجم شديد السطوع يظهر في شبه الجزيرة العربية في أواخر أيام الصيف.
فقد أطلق الاتحاد الدولي الفلكي قبل (5) سنوات على نجم سهيل اسم كانوبوس (Canopus).
فكلمة دلوق سهيل تعني خروج وظهور نجم السهيل في السماء بعد فترة من غيابه.
ويعتبر نجم سهيل من نجوم نصف الكرة الأرضية الجنوبي. أما في النصف الشمالي من الكرة الأرضية فيظهر هذا النجم في أواخر الصيف ودائما يكون باتجاه الجنوب وفوق الأفق بين (7-12) درجة أما في جنوب الكرة الأرضية فإن أحسن الأوقات لرؤية هذا النجم تكون في منتصف فصل الشتاء وأما ظهوره في شبه الجزيرة العربية فيكون في أقصى جنوب الجزيرة العربية وفي تاريخ يختلف عما هو معروف عند عامة الناس حيث يمكن رؤية هذا النجم من يوم 28 يوليو في مدينة «عدن» اليمنية وهي تقريبا أول مدينة في شبه الجزيرة العربية يمكن ان تشاهد هذا النجم الذي يعني ظهوره في شبه الجزيرة العربية بداية التغير الفصلي وعلامة على فصل الصيف وبداية برودة الجو.
وهناك الكثير من الناس من يعتقد انه من بعد يوم 24 أغسطس وهو اليوم المتعارف عليه فلكيا بأنه يوم دلوق نجم السهيل يمكن رؤية النجم في كل مكان، ولكن سوف أبين هنا أن نجم سهيل يمكن مشاهدته في المدن التالية حسب التواريخ المدونة أمام كل مدينة في كل عام وهذه المدن هي: جيبوتي يوم 26 يوليو ـ المكلا يوم 30 يوليو ـ صلالة يوم 3 أغسطس ـ جزيرة مصيره يوم 9 أغسطس ـ مسقط يوم 14 أغسطس ـ أبو ظبي يوم 15 أغسطس ـ البحرين يوم 24 أغسطس ـ الكويت يوم 1 سبتمبر ـ النجف يوم 5 سبتمبر ـ بغداد يوم 9 سبتمبر ـ بيروت يوم 15 سبتمبر.
ويستمر هذا النجم موجودا حتى تاريخ 22 مارس حيث يغيب عن سماء شمال الكرة الأرضية ولكنه يكون موجودا في جنوب الكرة الأرضية ولا يغيب عنها ثم يبدأ في الظهور من بعد بداية شهر يوليو.
أما عن أجواء الكويت، فإنه وابتداء من يوم غد الثلاثاء ينتهي نوء (المرزم) وبعد غد الأربعاء يبدأ نوء (النثرة) أو الذي يسمى محليا وعند عامة الناس بفترة (الكليبين) وهو عبارة عن مجموعة نجمية عنقودية الشكل كانت يقدر عددها بحوالي (40) نجما وذلك في القرن الخامس عشر الميلادي ولكن مع تطور العلم الحديث الآن وجد أن هذه المجموعة النجمية يزيد عددها على (1000) نجم متواجدة في كوكبة السرطان وتبعد هذه المجموعة النجمية ما بين 520 ـ 610 سنة ضوئية عن الشمس وتسمى باللغة الإنجليزية «Beehive Cluster».
ونوء النثرة هو من الفترات التي ترتفع فيها درجات الحرارة في منطقة شمال شرق الجزيرة العربية ومنطقة شمال الخليج وتكون درجة الحرارة بمتوسط يبلغ بين (44 و47) خصوصا في فترة بعد الظهر وهي درجات حرارة تكون عادة وفق المعدل العام في الكويت وهذه الحرارة العالية سوف تجعل منطقة شبه الجزيرة العربية كلها تحت سيطرة منخفض جوي يتمركز على منطقة وسط وجنوب الجزيرة العربية، حيث تبلغ قوته بين 996 و1004 مليبار، ولكنه يكون في الكويت أكثر عمقا، حيث تكون قوته (993) مليبار بسبب الحرارة العالية في منطقة شمال الخليج العربي.
ولكن من بعد يوم الأربعاء سوف يلاحظ انخفاض طفيف جدا في درجات الحرارة وان كانت تعتبر نسبيا عالية إلا أنها لن تتجاوز (48) درجة مئوية كما كان في الأيام الماضية ولكن مع (دلوق سهيل) أو ظهور نجمه في السماء مع بداية شهر (سبتمبر) سوف تنخفض درجات الحرارة أكثر وتكون في حدود (42-44) وتزداد انخفاضا أكثر مع منتصف شهر أكتوبر، حيث تكون درجة الحرارة بحدود (36-39) درجة مئوية.
وهذا التغير في حالة الطقس يعود إلى وجود المنخفض الجوي المتمركز على سواحل الخليج العربي والذي يسبب حاليا هبوب رياح شمالية غربية جافة ونسبة الرطوبة فيها لن تزيد على 25% في متوسطها وسوف تستمر هذه الرياح الشمالية الغربية الجافة نسبيا لمدة تزيد على 5 أيام، ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أن الرياح الشمالية هذه قد يلاحظ فيها ارتفاع بسيط جدا في نسبة الرطوبة وخصوصا في المناطق الساحلية وهذه الرياح بصورة عامة ستكون رياحا بين خفيفة الى معتدلة السرعة في ساعات الظهر، حيث لن تزيد سرعتها على 33 كم/ ساعة، ولكن تجدر الإشارة الى انه مع بداية نوء (النثرة أو فترة الكليبين) أي في يوم 11 أغسطس من كل عام يبدأ حساب الدرور أو حساب أهل البحر والذي يبدأ قبل دلوق سهيل بمدة (13) يوما والدر كما ذكرنا سابقا مدته (10) أيام والذي يعتمد على حساب النيروز الهندي والتي ذكرنا منذ فترة طويلة ولا بأس من إعادتها مرة أخرى، حيث ذكرنا أن الدر هنا مدته (10) أيام بينما تكون مدة النوء الواحد (13) يوما، وذكرنا ان هناك أنشودة كنا نغنيها في مرحلة الطفولة والتي تقول: «غزاله (1) ـ بزاله (2) ـ تحقرص (3) ـ تمقرص (4) ـ ضب (5) ـ الضبابة (6) ـ الليلة (7) ـ بلاغه (8) ـ بلغتا (9) ـ در (10)».
ولكن في هذه الأيام القليلة القادمة سوف تستمر الرياح الشمالية الغربية الجافة فترة تصل حتى (دلوق سهيل) الذي يظهر في يوم 24/8 وهو موعد ظهور نجم سهيل في جهة الجنوب بعد خمسة أيام من هذا التاريخ والذي من المحتمل أن تعود بعده الرطوبة مرة أخرى، وقد تكون في نهاية هذا الشهر أو مع بداية شهر سبتمبر المقبل، حيث من المتوقع أن ترتفع نسبة الرطوبة بشكل ملحوظ وقد تزيد نسبة هذه الرطوبة وتصل إلى أعلى من (75%) في هذه الفترة القادمة.
أما عن حالة البحر فإن تيارات البحر دخلت اعتبارا من الجمعة الماضي في فترة تيارات الحمل الشديدة الاندفاع وغير الصالحة للصيد وسوف يكون البحر في حالة (المد أو السجي) خلال فترة الصباح من بعد الساعة (9:10) صباحا وسوف تستمر تيارات الحمل هذه حتى يوم الخميس الموافق 15 أغسطس والموج سوف يكون خفيفا (30-120) سم ولن يزيد ارتفاع الموج خلال هذه الفترة على (130) سم.
والله تعالى أعلم.
