كانت فعلياً ليلة من العمر بكل ما تعنيه الكلمة، مساء الإثنين الماضي، نجماها هما «نبض الكويت» الفنان نبيل شعيل وفنانة مصر الأولى أنغام، اللذان سطعا فناً وتوهجاً وطرباً أمام جمهورهما مكتمل العدد في قاعة «أرينا 360 مول»، ليسطرا معاً نجاح حفل غنائي جماهيري سيبقى محفوراً في الذاكرة لسنوات طويلة.

«بوشعيل» الرقم الصعب

انطلاقة الحفل، الذي قدمه المذيع سلمان النجادي ونقله مباشرة تلفزيون الكويت (القناة الأولى)، كانت مع «نبض الكويت» الفنان نبيل شعيل الذي رافقه بإبداع واحترافية المايسترو الدكتور أيوب خضر وفرقته الموسيقية، فكانت أول وردة يقطفها من بستانه الممتلئ بالأعمال الغنائية الناجحة لجمهوره الغفير هي «الله يا خوفي» من كلمات الشاعر بدر بورسلي وألحان عبدالرب إدريس، ومنها كانت بداية اندلاع الشرارة التي لم ينطفئ نارها إلا مع مغادرة «بوشعيل» خشبة المسرح.

«بوشعيل»، صاحب الخبرة الغنائية والحضور و«الكاريزما» التي لا مثيل لها فوق خشبة المسرح، وأيضاً صاحب الصوت الشجي الدافئ الذي يخترق القلوب ليسكن في الجوف، قدم ليلة غنائية ساحرة استطاع أن يتلوّن فيها باختياراته الدقيقة من قديمه الذي ما زال محفوراً في الوجدان إلى يومنا الحالي وبين جديده الذي يحقق النجاحات الكبيرة.

ومما قدم «بوشعيل» طوال فقرته، أغنية «منطقي» من كلمات سعد المسلم وألحان فهد الناصر، إلى جانب أغنية «هايمين» من كلمات وألحان خالد المطيري، وأغنية «يا عسل» من كلمات أحمد علوي وألحان نواف عبدالله.

وأيضاً، لم يغب عن جدوله أغنية «راحت وقالت» من كلمات خالد المريخي وألحان مشعل العروج، و«عطوه جوه» من كلمات جبل وألحان وتوزيع ميثم علاء الدين، و«اللي ماله أول» من كلمات مبارك الحديبي وألحان عبدالله الرميثان، و«منساك» من كلمات خالد الحمراني وألحان مشعل العروج، و«شنو صاير» من كلمات مصطفى طالب وألحان وتوزيع ميثم علاء الدين، و«مدلي» لمجموعة من أغانيه القديمة التي ما زالت محفورة في الذاكرة.

«نبض الكويت»، ومن دون مبالغة، حظي بتفاعل كبير من الجمهور مع جميع الأغاني التي قدمها، إذ رددوا معه الكلمات كالكورال، وصفقوا وهتفوا بأعلى الصوت، وتمايلت أياديهم عالياً يميناً ويساراً، وهو دليل جليّ على أنه الرقم الصعب في كل إطلالة، والفنان القريب جداً من قلب جمهوره.

وبالعودة إلى أجواء الحفل الذي كان من إنتاج شركة «ليلة عمر» وتنظيم وإشراف ناجح لشركة «Pacha Group» بقيادة حسين موسى، في حين هندسة الصوت التي تعتبر أحد أهم عوامل النجاح للأمسية من «الليلك» بقيادة المهندس يوسف الساعدي، فكان «بوشعيل» في قمة السلطنة والاندماج، ما جعل ذلك ينعكس تلقائياً على الجمهور، الذي استمتع بأمسيته التي لم تخلُ أيضاً من أغنيات «ندمان»، «وش مسوي» و«كذبوا».

أنغام «السلطانة»

مع حلول موعد الفقرة الغنائية الثانية، أطلت الفنانة أنغام على جمهورها في الكويت الذي أخذ يهتف باسمها عالياً، خصوصاً أنه اللقاء الأول بينهما بعد الوعكة الصحية التي كانت قد ألمت بها الفترة الماضية.

أنغام، وكعادتها، كانت «سلطانة» بشموخها فوق خشبة المسرح، فاستطاعت أن تسلطن الحاضرين الذين لم يغادروا القاعة إلى أن انتهت الدقيقة الأخيرة من الأمسية، وفراشة بخفة ظلها فتنقلت بين ورودها، إلى أن أفاضت بكامل إحساسها الطاغي مع كل أغنية شدت بها لمدة تجاوزت الساعتين ونصف الساعة، وأوفت بوعدها، كونها سبق ووعدت الجمهور الكويتي بالتعويض.

الأيقونة المصرية أنغام رتبت جدولاً غنائياً متنوعاً يليق بمقام وذائقة الحضور الكويتي، إذ رافقها في تقديمه المايسترو صاحب الخبرة هاني فرحات وفرقته الموسيقية، وكان من أبرز ما تغنّت به «حالة خاصة جداً» التي حظيت بتفاعل كبير، كما كان نصيب بقية أعمالها من دون استثناء.

وبأسلوبها المميز والخاص، أخذت بالتنقل بكل رشاقة واحترافية بين هذه الأغنية وتلك، ويرافقها - بلا شك - الجمهور الغفير الذي لم يبدُ عليه أنه شعر بالملل بتاتاً، إذ كيف سيحصل ذلك وأنغام هي التي تقف أمامه كالنجمة المتلألئة في سماء الفن، مطلقة العنان لحنجرتها الذهبية لتشدو بأجمل أغانيها، نذكر منها أغنيتي «عارفة قيمتي» و«متلخبطة»، إلى جانب «ولا دبلت»، «هتشتاقوا»، «أساميك الكثيرة»، «بعتلي نظرة»، «على فكرة»، «عرفها بيا»، «بخاف أفرح»، «هتقول لربنا إيه»، «مستحيل»، «أناني»، «قلبي معك»، «يا ريتك فاهمني»، «أنا مش ضعيفة»، «سيدي وصالك» و«عمري معاك» وغيرها.