كشفت كوريا الجنوبية عن ضغوط دبلوماسية مارستها عليها الولايات المتحدة خلال عملية "عاصفة الصحراء" ضد القوات العراقية التي غزت الكويت عام 1990.
وتحدثتوكالة "يونهاب" الكورية، عن ملف دبلوماسي رفعت عنه السرية، اليوم الاثنين، وكشف أن مسؤولين أمريكيين ضغطوا دبلوماسياً على كوريا الجنوبية للمساهمة في التحالف العسكري بقيادة أمريكاللقتال في حرب الخليج.
وجرى ذلك خلال لقاءبان كي مون، المدير العام للشؤون الأمريكية آنذاك، في وزارة الخارجية الكورية، مع كارل فورد، الذي شغل منصب نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي آنذاك، خلال زيارة لواشنطن في ديسمبر من عام 1990.
وجاء اللقاء قبل وقت قصير من انطلاق تحالف "عاصفة الصحراء" ضد العراق، وهدد الجانب الأمريكي، وفق الوثيقة، كوريا الجنوبية بأن دورها في الحرب قد يؤثر في المسار المستقبلي للعلاقات الثنائية.
ولفت فورد خلال محادثاتهما، إلى إرسال كوريا الجنوبية أفراداً طبيين عسكريين إلى المملكة العربية السعودية، وشدد على ضرورة دفع سيئول إلى المساهمة بشكل أكثر فاعلية، بحسب الوثيقة.
الملف السري ذكر أيضاً أنريتشارد سولومون، الذي شغل آنذاك منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، قال إن كيفية تقديم كوريا الدعم إلى الولايات المتحدة خلال حرب الخليج، مثلما حصلت على الدعم الأمريكي في الحرب الكورية الأهلية ما بين عامي 1950-1953، ستؤثر في الرأي العام بأمريكا.
واستجابة لهذه الدعوات، قال كي مون، إن كوريا الجنوبية قدمت أقصى قدر من الدعم "في نطاق إمكاناتها"، وشرح مساهماتها بما يشمل 50 مليون دولار، أمَّنتها الحكومة الكورية عن طريق ميزانية إضافية.
وفي وقت سابق، الاثنين، كشفتوزارة الخارجية بكوريا الجنوبية،عن ملف من 330 ألف صفحة ونشرت الوثائق التي يبلغ عمرها 30 عاماً في الأرشيف الدبلوماسي للوزارة، على أن يتم توزيع الكتب ذات الصلة على المراكز البحثية والمكتبات الكبرى.
ويُذكر أن الولايات المتحدة شكَّلت تحالفاً من أكثر من 38 دولة يحق له استخدام كل الوسائل، ومنها القوة العسكرية، ضد العراق، وذلك بعد نحو أربعة أشهر على غزو الكويت (أغسطس 1990)، ما لم يسحب قواته من الكويت، نال شرعية دولية واعتمده مجلس الأمن في 29 نوفمبر 1990، وحدد يوم 15 يناير 1991 آخر موعد للانسحاب.
وفي 17 يناير 1991، أعلن عن المعركة باسم "عاصفة الصحراء"، فيما أطلق عليها الرئيس صدام حسين "أُم المعارك"، وبدأ أول فصولها بحملة جوية مكثفة شملت كل الأراضي العراقية، قبل أن ينسحب نظام صدام في 26 فبراير من العام نفسه.
