آخر الأخبار

المستشار / محمد جاسم المديرس
هدر المياه .. والحكم القضائي والحل !
3/24/2018 3:35:21 AM

في وقت يلازم الإحتفالات بعيد الكويت الوطني وعيد التحرير من كل عام - تتعالى النداءات والصرخات - التي تنبه بعدم هدر المياه خلال فترة الأحتفالات وعدم إستخدام المسدسات البلاستيكيه التي يتم تعبئتها بالمياه وتتبع السيارات والماره ويتبادل الجميع رش المياه من خلال هذا المسدس ، ولا يتصور أغلب المواطنون أن يأتي الأحتفال دون أن يمارس عادة رش المياه كما إعتاد عليها عام بعد عام حتى أصبحت عاده متأصله في تلك الأحتفالات السنويه يقوم بها الكبير والصغير من الجنسين على حد السواء ، ومن تلك الحقيقه يتعين أن نضع للمشكله حل واقعي بحيث لا نمنع المواطنين من ممارسة عادتهم السنويه التي تحقق لهم قدر كبير من البهجه والأنطلاق والمرح سواء كبار أو صغار ، فرادا أم جماعات ، وفي ذات الوقت تعوض الدوله ذات القدر الذي تم إهداره خلال يومي الأحتفالات ، حيث تقول الأحصائيه أن ما يتم هدره من مياه في هذا اليوم ، يبلغ 14 مليون غالون مياه عذبه ، بما تكلفته 140 ألف دينار كويتي فذلك هو الواقع الذي يجب مواجهته والتعامل معه بحكمه وواقعيه ، فلن يجدي إستصدار حكم قضائي من المحكمة الأداريه الكويتيه ، يقضي بمنع هدر المياه خلال فترة الأعياد الوطنيه ،، إذ لن تتمكن الجهه المختصه من تنفيذ هذا الحكم لأستحالة تنفيذه ، إذ كيف يتصور منع هذا الكم الهائل من الناس وهم يحتفلون في وقت واحد في أماكن عديده بجميع شوارع وطرقات ومناطق الكويت كافه ،، فضلا عن عدم وجود قانون أو قرار أو لائحه تقضي بمعاقبة من يستخدم مسدس مياه بلاستيكي خلال فترة الأحتفالات ، ولو قلنا أن إستخدام المواطن لهذا المسدس يحقق له نوع من البهجه ، فيجب ألا نعاقب الناس على بهجتهم وفرحتهم ،، كما أنه كيف يتم معاقبة طفل عمره عامان أو ثلاثه ، لأستخدامه مسدس المياه خلال الأحتفالات ، مع توافر حسن النيه لديه وأنتفاء قصد الأضرار ، فهو لا يبحث سوي عن البهجه ورسم الأبتسامه على وجوه الآخرين .. كذلك فإن الكويت ليست بمعزل عن العالم الذي لم يسبقها بأتخاذ مثل هذه الخطوات فيما يخص إحتفالات الناس ،، بل على العكس يحتفل العالم بأثره باليوم العالمي للمياه في الثاني والعشرين من مارس من كل عام وتعم الأحتفالات بأستخدام المياه دول عده من العالم ، وفي تايلاند يحتفلون برش المياه مع بداية كل عام ، وفي الهند يحتفلون بعيد الربيع بألقاء عبوات المياه على بعضهم البعض في كل بلدان الهند ، كما تحتفل جميع كنائس العالم والمسيحيين كافه سنويا بما يسمى عيد الغطسه إقتضاءا بالسيد المسيح مستخدمين كميات هائله من المياه فيجمعون بين الجانب الديني وبين البهجه والمرح والأنطلاق ،، كما أن إستخدام المياه في الأحتفالات هو عاده فرعونيه قديمه ، إستخدمها المصريين القدماء دليلا ورمزا على الحياه ..

 لذلك فنحن نقترح أن تتولى الدوله عملية توزيع المياه على المواطنين والمقيمين والسائحين خلال يومي الأحتفالات ، وذلك بأن تقوم الجهه المسئوله التي تحددها الدوله بأحضار خزانات المياه ووضعها بالقرب من أماكن الأحتفال وتعبئة المياه في علب بلاستيكيه بأحجام مختلفه ، وتقديمها للمحتفلين لقاء ثمن المياه العاديه مضافا عليه زياده رمزيه تعادل تكلفة قيام الدوله بنقل المياه وتكلفة الأيدي العامله وتغطية النفقات المرتبطه ، وطالما أن المياه أصبحت قريبه من المحتفلين وأماكن الأحتفال فلن يلجأ أي شخص للحصول عليها من مصدر آخر، فهو عادة يبحث عن أقرب مكان لجلب الماء ،، ومن ثم تكون الدوله قد إستردت قيمة المياه المهدره خلال فترة الأحتفالات حيث يمكنها الأستفاده من المبلغ بتعويض نفس الكميه المهدره وإعادتها مره أخرى وذلك بأحضارها من المصدر الذي تراه مناسبا حسب رؤيتها وعلاقاتها أو بأنفاق المبلغ  على مشاريع التنميه المائيه أو غيرها من أوجه الأستفاده الأخرى ،أو حسب رؤية الدوله وترتيب أولوياتها ،المهم أن ماتم هدره من مياه قد عاد مره أخرى للدوله ، ونحن نثق بوعي المواطن الكويتي وكذلك نثق بوعي المقيمين والسائحين وإدراكهم لقيمة المياه والجهود التي تبذلها الدوله في سبيل حماية وتنمية شريان الحياه ، حيث تتكلف الدوله سنويا مليار دينار كويتي لقاء تنقية مياه البحر وعلى الرغم من ذلك تبيع الدوله المياه مدعومه للجميع  بتكلفه لا تتعدى 10% من التكلفه الفعليه للأنتاج  ..

إن من يعتقد بأن حل المشكله يكمن في منع إستخدام المياه في الأحتفالات الوطنيه ، فهو مخطئ ، حيث تزيد نسبة الهدر في أماكن أخرى بكثير في محطات غسيل السيارات ورش المياه في حدائق المنازل وغسل الحوائط والأسوار وحتى أمام المنازل وغسل الطرقات والأرصفه والهدر والمبالغه في إستهلاك المواطنين والمقيمين ، وعادة غسل الخدم لسيارات المواطنين بمنازلهم يتسبب في هدر يومي كبير للمياه ، وبحسب تصريح وزارة الكهرباء والماء ، أن ما يتم هدره يوميا من مياه في شوارع الكويت ، يعادل إستهلاك 14 ألف أسره ، وكل أسره مكونه من عشرة أفراد ،،، ونختتم حديثنا بالقول أن ما يتم هدره من مياه خلال الأحتفالات بالأعياد الوطنيه  - على الأقل  - تم هدره حبا في الكويت ، وأحتفالا بأعيادها ،، على الرغم من أن الدوله سوف تعاود إسترداد قيمته كما سبق وأشرنا ،، وكل ذلك بفضل تلك الفكره التي يطرحها مواطن محب لوطنه ،، حفظ الله الكويت قياده وشعبا من كل مكروه .

 

السفير د. محمد جاسم المديرس

 




اقرأ أيضا لنفس الكاتب